| ألا فَليعلمِ العادون أنّا | عَلى ضعفٍ وَجُوعٍ غَالبُونَ |
| وأنَّا مِن صَلاحٍ قد أتَينا | إلى جَنَّاتِ خُلدٍ ذَاهبونَ |
| وفي وجهِ البَنادقِ قد أقَمْنا | ومن رحِم الشَدائدِ وَالدُونَ |
| وأنَّا بالدِّما عهداً أخذْنا | كَسالمِ لا تُصَالح نَاظِمونَ |
| وقد أَفدى بأنْفُسهم رجالٌ | دماً بدمٍ لمَن هم ظَالِمُونَ |
| فَيا جَيشَ الدِّفـاعِ وَمَن يَليه | مِنَ الأَطفـالِ صِرْتُمْ خَائفيـنَ |
| فَشَأوُ الطِّفل قَد أَضحَى عَظِيمَـاً | كَـأمـثالِ الكـِرامِ مُـجَـاهِـديـنَ |
| إذا صَاحَت حَرائرنا غياثاً | هَبَبنا كالعواصِف زَاحِفينَ |
| وفي نعشٍ شَهيداً قد حَمَلنا | بتكبيرِ الحَناجِِر هَاتفونَ |
| سَواعِدُنَا كَأبراجٍ شَددْنَا | سَـبيلاً للعُلا إذ وَاصِلونَ |
| ومن تحتِ الرُّكامِ فكم نَهضنا | على صَدرِ الزَّمانِ لوَاقفونَ |
| وَكلُّ الـتَّـرابِ مَنقُـوشٌ عَـليـهِ | بِـأَنَّ الأَرضَ نَحنُ المَـالـكُـونَ |
| رَأَبنَـا كُلَّ صَـدعٍ قَد تَـوَانَى | وَقُمنَا بِالـصُدُورِ مُدَافِعيـنَ |
| وكالأجدَاثِ وجدانُ الولاةِ | تَراهم في خُنوعٍ خَاضِعينَ |
| فما كُنتُم لأمَّتنا عِمَاداً | ومـا كُنـتُـم بِيومٍ نَـاصِرينا |
| خَسِـئتُم لم نَرَى فِيـكُم إِبَـاءً | وبِـتُّـم للعـَدو مُـخَـادِنـِيـنَ |
| ومَهمَا طالَ مِن ظُلمٍ وَمهما | لنا يومٌ كَشمسٍ مشرقينَ |