أما كنتِ يومًا لصوتي الوضوح؟ |
أما كنتِ ملجأً لقلبي الجروح؟ |
تركتِني وحدي في بحرِ الشقاء، |
وضاعَ الأمانُ، وأنتِ السفوح! |
وهل كنتَ أنتَ لوجعي السند؟ |
أمِ الحلمُ كانَ، وفيه خلدت؟ |
كنتُ أزرعُ فيك الحنينَ ورودًا، |
وأنتَ الذي في الهجرِ اجتهدت! |
هَجرتُكِ؟ كلا، بل أنتِ البعيدة، |
سكنتِ الصمتَ، وجعلتِهِ قصيدة. |
أنا منْ أرادَ أن نبقى كما كنّا، |
ولكنَّكِ في كلِّ دربٍ عنيدة! |
عنيدة؟ بل قلْ كنتَ أنتَ الغريب، |
تغيبُ، وتتركُ للحيرةِ نصيب. |
أنا منْ وهبتُك قلبًا بلا ترددٍ، |
وأنتَ الذي أوصدَ البابَ قريب! |
لا ننكرُ الحبَّ، لكنَّا ضعاف، |
أثقلتِ قلبي بأحمالِ الخلاف. |
ورغمَ الفراقِ الذي كنتِ سببه، |
قلبي إليكِ، ما زالَ يشتاقُ ويعاف. |
الحبُّ أكبرُ من عتبٍ يقال، |
يبقى وإن جارَ علينا المحال. |
فرغمَ الأذى، والقسوةِ بيننا، |
قلبي إليكَ يعودُ في كلِّ حال |