كيف المسير وقد مضى روادي | ومشيت فردا لا انيس انادي |
حارت قوافلنا عشية ضعننا | وسرونا ليلا في شعاب الوادي |
كل يقول طريقنا من ههنا | ولست اترك بغيتي ومرادي |
لابدر يرسل نوره فيدلنا | هجرالقريب وافتقاد الهادي |
حيران يعصر مهجتي ليلُ الاسى | وتفطرت عيني من الاسهادي |
سفر وخوف والطريق طويلة | والجسم انحله هموم بلادي |
اخذوا علي النوم في غسق الدجى | فكتمت دمعي بين الحشا ووسادي |
واذا البلابل كممت افواهها | ولم تعد تقوى على الانشادي |
وبدا الحزين مقلدا اصوتها | ما اجمل الصوت الشجي الصادي |
ماكان اجملها بلابل عصرنا | لكنها شغفت بحب سعادي |
اسفي على قوم ارادوا هجرنا | قد ابرموا قهري وترك ودادي |
ماساءهم منا طوال حياتنا | لم نختلف يوما على ميعادي |
هل يملؤ الدنيا الدنية فرقة | ويصير بين الهجر راح غادي |
حتى جفا الخل الخليل وصده | وسقاه كأس الهجر والابعادي |
تبا لدنيانا و حب ذواتنا | جعلتنا بين مطارق الاضدادي |
لولا المودة والعشيرة بيننا | لهدمت مكنون الإخا بفؤادي |