فلتجري بنا الاقدار بلا خوف ولا عجل | لنبغي دروب طالة عن مراعينا |
لا يهدم المرء من فقر ومن عوز | يهدّم المرء بصروحٍ كانت تواسينا |
نمضي سنينا نذكر ما فات من أجلي | ونتجرع السم بكأس أسميناه ماضينا |
لا تلم نفسا ولا حظا ولا قدرِ | ما خُطّ بالغيبِ حتمًا مُلاقينا |
قصائد الزوار
قصائد زوار الموقع والتطبيق, نمكن الجميع من إضافة قصائدهم وأبياتهم الشعرية مع حفظ حقوقهم الفكرية.
سحر كلماتي
لَا تَعْجَبِي يَا أَجْمَلَ المَلِكَاتِ |
مِنْ سِرِّ هَذَا السِّحْرِ فِي كَلِمَاتِي |
فَالسِّرُّ يَكْمُنُ أَنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي |
وَبِهِ طَرِيقُ سَعَادَتِي وَنَجَاتِي |
عَيْنَاكِ كَالسَّيَّافِ قَدْ سَفَكَتْ دَمِي |
وَجَرَى كَمَا الأَنْهَارِ فِي الفَلَوَاتِ |
فَتَخَضَّبَتْ فِيهِ الحُقُولُ وَأَزْهَرَتْ |
وَرْدًا يُحَاكِي حُمْرَةَ الوَجْنَاتِ |
صُلِبَتْ عَلَى نَخْلِ الرُّمُوشِ حُشَاشَتِي |
وَالشَّفْرُ يَذْبَحُنِي كَذَبْحِ الشَّاةِ |
فَنَحَتُّ مِنْ بَعْضِ الضُّلُوعِ يَرَاعَةً |
وَمِنَ الدِّمَاءِ مَلَأْتُ حِبْرَ دَوَاتِي |
وَبِهِ كَتَبْتُ قَصَائِدًا عُذْرِيَّةً |
حَتَّى تَلِيقَ بِمُسْتَوَى مَوْلَاتِي |
وَرَحَلْتُ فِي دُنْيَا العُيُونِ مُسَافِرًا |
بَيْنَ الضِّيَاءِ وَحَنْدَسِ الظُّلُمَاتِ |
وَإِلَى حُدُودِ الغَيْمِ طِرْتُ مُحَلِّقًا |
حَتَّى تُطِلَّ الشَّمْسُ مِنْ شُرُفَاتِي |
وَهَمَسْتُ فِي أُذْنِ الصَّبَاحِ أُحِبُّهَا |
حُبًّا يُرَافِقُنِي لِحِين مَمَاتِي |
مَهْمَا فَعَلْتُ فَلَنْ تَزُولَ صَبَابَتِي |
سَتَظَلُّ نَارًا تَصْطَلِي فِي ذَاتِي |
متى نلتقي
مَتَى يَانْسِيمَ الصِّبَا نَلْتَقِي؟ | فَنَشْتَمُّ مِنْكِ الْهَوَاءَ النَّقِيَّ |
إلَى كَمْ تَصُدِّيْنَ عَنْ حَيِّنَا | وَكُلُّ النَّوَافِذِ لَمْ تُغْلَقِ |
إِذَا لَمْ تَسَعْكِ عَلَى كُبَرِهَا | فَمِّرِي عَلَى بَابِنَا وَاطْرُقِي |
تَرَيَّنَا عَلَى الْبَابِ فِي لَهْفَهٍ | نُصَفِقٌ بِالْكَفِّ وَالْمِرْفَقِ |
أَيَأَتِي هَوَاكِ إِلَى دَارِنَا | فَنَعْزِفُ عَنْهُ وَلَا نَلْتَقِي |
سَتسْتَنْشِقُ العَرْفَ آنَافُنَا | وَأَنْتَ إِذَا شِئْتِ فَاسْتَنْشِقِي |
كَفَاكِ صِدُوداً أََلَا تَرْفِقِي | بِقَلْبٍ لِغَيْرِكِ لَمْ يَخْفِقِ |
هَجَرْتِي فُؤَادِي بلا رَحْمَةٍ | كَأَنَّكِ بِالْأَمْسِ لَمْ تَعْشَقِي |
أَأَظمَئُ وَالْمَاءُ فِي مَقْلَتَيْكِ | أَلَا تَسْمَحِينَ لَنَا نَسْتَقِي؟ |
أأرْقُدُ فِي سَرِيرِ الْحَصَى؟ | وَبَيْنَ تَرَائِبَكِ فُنْدُقِيٌّ |
أَلَّا يَنْضَحُ الْمِسْكُ أَثْوَابَنَا | وَيَنْدَى الْبَخُورُ وَلَمْ يُحْرَقِ |
إِلى كَمْ نُمْنِّي الْفُؤَادَ اللِّقَاءَ | مَتَى يَاخَيَالَاتِنَا تَصَدُقِي |
لَقَدْ طَالَ لَيْلٌ اغْتَرَبَاتِنَا | وَخَطَّ الْمَشِيبُ عَلَى مِفْرَقِي |
وَلَكِنْ سَنَبْقَى عَلَى عَهْدِنَا | مَتَى يَانْسِيمَ الصِّبَا نَلْتَقِي |
المسودة المختصرة
يَا أَخَ الصَدِيقِ لاَ تُجَادِلْ صَدِيقَكَ |
إنَّ الجِدَالَ لاَ يَنْفَعُ مَعَ الصِبْيَانِ |
وَإِحْفِظْ حَقْ العَوْنِ لَكَ وَلِرَفِيقِكَ |
فَإِنَ الحِفْظَ يَخْمِدُ أَلْسِنَةَ اللُهْبَانِ |
كَمْ مِنْ سَاقٍ شَرَبَ مِنْ إِنَائِهِ |
وَلَمْ يُغْنِيهِ إِحْتِرَافُهُ فِي السُقْيَانِ |
الرَجَلُ لاَ يَخَافُ إِلاَ مِنْ رَبِّهِ وَخَالِقِهِ |
وَكَذَلِكَ أَنْتَ وَكُلُ مَخْلُوقٍ فِي كُلِ زَمَانِ |
إِنَ الحَمْدَ يَكُونُ لَهُ وَالشُكْرُ |
فَإِحْمَدهُ كُلَ دَقِيقَةً وَثَوَانِي |
الحسناء
أُغازِلُ الحسناء وقد |
أيقنتُ يقيناً بأنيَ خاسرٌ |
ويدي من ودِّها صفرُ |
أغرتكَ الحسناء |
صعبٌ منالها وقد عزتْ عليك |
ولو راياتُها حُمْرُ |
لَهثتُ وراء منالَها طوال |
الدهرْ واستعنتُ عليها |
بالترغيب والصبرُ |
فلَمّا أدركتُ مرامي |
بها وجدتُها لا العلياءُ تزهو |
ولا في خَمرِها سكرُ |
لقد نلتُ الرجاءَ |
بعدَ العناء |
إذ عرفتُ بأنَّني قد صابني خُسرُ |
إن سألتني عن الدنيا وغرورها |
احذر فإنها |
مغريةٌ راياتها حمرُ |
حسناء تنادي |
من يظفر بها له النيشان والتيجان |
والنهيُ والأمرُ |
توعدك بالمزيد |
والثراء والجمال |
صعب منالها دونها سترُ |
أوهمتني بأنهر في الجنان |
فطاردتها وحين استبنت الرشد |
قد رحل العمرُ |
سفينة في بحر مظلمٍ |
تلاطمها الأمواج |
صانعوها هواةٌ وربانها غمرُ |
سعادة اللقاء
وقد ظفرتُ بودِّ من أهواهُ | فبتُّ أسعدَ الخلقِ أجمعينا |
تقابلنا، وتحادثنا، وضحكنا | كأننا في جنة دُونَ جَفا |
وكأنما الزمانُ توقف عندنا | ولم يعد يُدركنا شيءٌ سوانا |
تناولنا الطعام، وتسامرنا | حتى بدا أذان الظهر قد أرانا |
فانصرفنا، وودعته بحسرةٍ | كأنني لن أراهُ بعدُ عيانا |
ولكن تبقى ذكراهُ في قلبِي | غذاءً لروحي، ونورًا بدا |
يا رب زدني من هذا الهيامِ | فإني في بحور الحبِّ صَبَا |