يوم الرحيل

قفي بباب الدار يا فوز هيا ودعينا
فنحن غداة الغد حتما راحلينا
قفي فداك اهلي و صحبتي
و كل الناس من نازل بوادينا
قفي و لا تبالي حادثات الدهر
فشأن الحوادث و العوادي ان تلينا
إعلمي ان فؤادي هذا اليوم و غداً
و بعد غدٍ في الهوى بات رهينا
إنّا على عهد الهوى أصدقنا
و على الولاء و أقسمنا اليمينا
لا تسمعي قول الوشاة بنا
و حدثيني اليوم أخبركِ اليقينا
و لا تبالي بعذل بعض الناس
و إن بدوا تقاة و ركع ساجدينا
ولا تعجبي يا خلة الروح اذا
قال الحسود كلاماً يزدرينا
لعمركِ ما ضرني لو كان
جميع الخلق في حبكِ قرابينا
فإن اتت على هوانا الحوادث عنوة
فهل في الكون كسبٌ أن يواسينا
ياحسرتي لقد غال الزمان المودةَ
بيننا فبنا و بنتم وقال الدهر آمينا
فبعد اليوم لن يرجى وصالاّ لنا
فليسكت الدهر و لتهنأ أعادينا
و بات الفراق من الأحبة هولا
و زفرات الصدر تشجي لا تواسينا
طوحت بنا سبل النوى الى صنعاء
فلا خُلةٌ ترجى و لا داراً لتأوينا
فلا الآمال بالأحلام مزهرةٌ و لا
الدار داري و لا الأهلون أهلينا
با لهفي على ذاك الزمن و لهفي
على موضعٍ كان في بغداد يأوينا
و رعى الله زمان الوصل في بغداد
اذ كنا محض سكارى نمشي حالمينا
و اليوم بنتم و بنّا و لا عدتم و لا عدنا
و سيف الوجد مغمد في حواشينا
و حسب كؤوس المنى في حب
ظريف الخُلق ان تسقي المنونا
و حسب اهل المودة اذ قبلوا
كأس المنايا تُسقى دون أمانينا
كتبها الشاعر الدكتور صالح مهدي عباس في صنعاء عام 1992