نزغة من نفسي

ألِأَنَّنِي يَوْمًا خَضَعْتُ لِحَدْسِيقَدْ يُنْتَهَى بِي فِي مَآزِقِ بُؤْسِي؟
لَمَّا اِلْتَقَيْتُكَ كِدتُ أُشعُر أننيمَلَكٌ أُديرُ الكون .. وجهُك شمسي
أَسْهَبْتُ عَنْكَ وَخِلْتُ أَنَّكَ خَالِدٌتوَهمتُ أَنَّكَ لِي حَدِيثٌ قُدْسِي
وَحَلَفْتُ أَنَّكَ رَكْعَةُ فِي مكّةٍأَو ريحُ حظٍ جئتَ تَقْتُلَ نَحسِي
أَوْ رَأْسُ خَيْطٍ نَحْوَ دِينٍ مُخْلِصٍأَوْ رُوحُ مَلَكٍ لِي تَمَثّلَ إِنْسِي
قَدْ خُيلَ لِي أَنِّي بِدُونِكَ تَائِهٌفَغَدَوْتُ أُصْبِحُ فِي الْهُيَامِ وَأُمْسِي
وَظَنَنْتُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْحَى إِلَيَّوَجَهِلْتُ أَنَّكَ نَزْغَةٌ مِنْ نَفْسِي
فَلَمَحْتُ أَطْوَاداً بِصَدْرِكَ تقتدرأَن تُثْلِجَ الْقَهَوَاتِ دَاخِلَ كَأْسِي
فَقَبَسْتُ مِنْ ثَمَرَاتِكَ الْيُنْعِ الَّتِيمِنْ بَعْدِهَا سُمِّيتُ ظَالِمَ نَفْسِي
أَسَهَوْتُ عَنْ رَبِّ الْخَلَائِقِ كُلِّهَا؟أَأَضَعْتُ عَقْلِي أَمْ سُلِبْ مِنْ رَأْسِي؟
هل كان شيطانٌ يُجَرجِرني إليك ؟أَنَسْيتُ أنّي راهبٌ في الأمسِ؟
أَنَا لَيْسَ عَاصٍ بَلْ أَنَا مَعْصِيَةٌلَطَخْتُ كَوْنًا كَامِلًا مِنْ رِجْسِي
أَنَا مَنْ عَصَيْتُ اللَّهَ رَغْمَ حُلُولِهِفِي مَهْجَتِي، هُوَ بَهْجَتِي هُوَ أُنْسِي
رَبَّاهُ إِنِّي بِتُّ مِنْ أَلَمِ النَّدَمِأَبْكِي وَأَصْرُخُ فَوْقَ حَدِّ الْهَمْسِ
أَضْحَتْ زَوَايَا غُرْفَتِي مُحْتَارَةًلَمَّا رَأَتْنِي قَدْ قُتِلْتُ بِفَأْسِي
فَتَارَةً أَصْرُخُ لِمَوْتِي طَالِبًاوَتَارَةً أَرْضَى بِعَيْشِ الْحَبْسِي
كتبها الشاعر أحمد نجيب المريسي – حسابه على تويتر @ahmed_almurisi