مها

تسألني متى الوعد يا هذا
فأجاب وجداني المضرج بالأسى
وهلا عرفت
وهذي صروف الدهر غالت حميتي
فهذا ليل الصد أرخى ذوائبه
حتى طويتُ منه على اليأس أمالي
وضعف الحال أوهنَ همتي
ولو كنت في الناس ميسوراً
لهانت بغيتي وأدركت
على معسر الأيام نيلاً لغايتي
يمينا إذا أودت يد الأيام
بالعهد بيننا ساترك باليراعة
سفراً على الأيام يتلو محنتي
سفرٌ يحدث الأجيال عن شغفي
بقاصرات الطرف اللواتي
على مدى الدهر هيّمنَ مهجتي
وان أقفرت الغبراء عن ماء دجلة
سأرويها ما حييت
مدادا من الحبر حتى تخور عزيمتي
سأكتب على جدار الصمت ملحمةً
تحدث الأجيال
عن ألم الأشجان تروي حكايتي
وتشهد أني ذقت نعماء المودة
منكمُ ومنها الطيب
حتى اليوم يسقي جناني
في المنام وصحوتي
فاني ما زلت سادرًا أعاتب القلب
ثم ألومه على فقد الأحبة
وتحيا على الم الصبابة عفتي
يخبركِ من عَهِدَ الوفاء بصحبتي
بان عهدي الوفاء ولكن
كدّرت بنات الدهر عزمي وشيمتي
أتيت اليوم معتذرٌ وقد تجلى الوهم
من بعد حَيْرَة
فهيا يا ابنة الأبرار
هذي قصتي
اغمض عيني كل ليلة
وما شغفي بالنوم حبا به
ولكن ارتجي خيال العامرية بنومتي
كتبها الشاعر الدكتور صالح مهدي عباس المنديل