سر الهوى

مُستَعْذِبَ الأنّاتِ في كبدي
مَهلًا فِداكَ القلبُ والألمُ
آثرْتُ طيَّ الوُدِّ في خَلَدي
كالطفلِ ينمو ضمَّهُ الرّحِمُ
وكتمتُ حُبًّا شفَّني كَمَدًا
بعضُ المعاني موْتُها الكَلِمُ
ما ضرَّ حُبّي بُعْدُ حيِّكُمُ
كالشمسِ تعشقُ ضوءَها الأممُ
آهاتُ صدري في الهوى طرَبٌ
بعضُ الأغاني لحنُها السّقَمُ
بيني وبينكَ في الهوى نسَبٌ
و دماؤُنا طيَّ الفؤادِ دمُ
لو خيَّروني في الهوى بدلا
فلأجلِ عينكَ فيه أعتَصمُ
تحْلو الحياةُ بصوتِكَ الطّرِبِ
وبغيرِ همسِكَ عيشُنا عدَمُ
إنْ كان عشقُ الحُسْنِ معصَيةً
فالنّاسِكُونَ منَ الجَزَا حُرِمُوا
والعاشقون بغيّهم خَلدُوا
في النارِ إيلامًا و ما رُحِمُوا
والأُذْنُ مِثلُ العينِ عاشِقَةٌ
في القلبِ أمْرُ العينِ يحتَكِمُ
لِلعِشقِ عينٌ غير ما أُلِفَتْ
لترى الجوانحَ دونها الشّيَمُ
لم يعصَ قلبي العينَ إن عشِقَتْ
نبضُ القلوبِ منَ الجوى حِمَمُ
كلُّ الجوارحِ في الضَّنى وَلِهَتْ
يا ويْحَ جُرحي كيفَ يلْتَئِمُ
أهلُ الهوى من سُهْدِهم فُطِرُوا
والدّمعُ سيلٌ خطّهُ القَلمُ
إنّ القلوبَ طباعُها عَجَبٌ
أهلُ النُّهى في عشقِهم رَغِمُوا
وترى المُلوكَ على العِدا قدَرُوا
وبِلَحْظِ طَرْفٍ في الهوى حُكِمُوا
كم مِن جحافِلَ كَرُّها ظَفَرٌ
وأتت عليها الكاعِبُ الرّئِمُ
كم مِن فَصيحٍ حائِكٍ فَطِنٍ
عَيُّ اللسانِ منَ الهوى عَجِمُ
العشقُ سِرٌّ ليس يعلمُهُ
إلّا الرّحيمُ البارئُ العلِمُ
كتبها الشاعر صلاح أمين حسين