حين يبوح العتاب بالحب

أما كنتِ يومًا لصوتي الوضوح؟
أما كنتِ ملجأً لقلبي الجروح؟
تركتِني وحدي في بحرِ الشقاء،
وضاعَ الأمانُ، وأنتِ السفوح!
وهل كنتَ أنتَ لوجعي السند؟
أمِ الحلمُ كانَ، وفيه خلدت؟
كنتُ أزرعُ فيك الحنينَ ورودًا،
وأنتَ الذي في الهجرِ اجتهدت!
هَجرتُكِ؟ كلا، بل أنتِ البعيدة،
سكنتِ الصمتَ، وجعلتِهِ قصيدة.
أنا منْ أرادَ أن نبقى كما كنّا،
ولكنَّكِ في كلِّ دربٍ عنيدة!
عنيدة؟ بل قلْ كنتَ أنتَ الغريب،
تغيبُ، وتتركُ للحيرةِ نصيب.
أنا منْ وهبتُك قلبًا بلا ترددٍ،
وأنتَ الذي أوصدَ البابَ قريب!
لا ننكرُ الحبَّ، لكنَّا ضعاف،
أثقلتِ قلبي بأحمالِ الخلاف.
ورغمَ الفراقِ الذي كنتِ سببه،
قلبي إليكِ، ما زالَ يشتاقُ ويعاف.
الحبُّ أكبرُ من عتبٍ يقال،
يبقى وإن جارَ علينا المحال.
فرغمَ الأذى، والقسوةِ بيننا،
قلبي إليكَ يعودُ في كلِّ حال
محمود سلمان بن رجب