ديــكٌ يُــصلّي والإمــامُ الــثعلبُ | وعــلى المنابرِ بالفضيلةِ يَخطبُ |
يَــتَصنَّعُ الــتقوى ويــبدو عــابداً | بــاللَّحمِ أمــسى زاهداً لا يرغبُ |
وبــأنّهُ الــحامي الأمــينُ لخمِّهمْ | بــالليلِ يــبقى ســاهراً لا يــتعبُ |
لا يَــلمِسُ الــديكَ الــغبيَّ لخَشْيَةٍ | أنَّ الــوضوءَ بــلمسِهِ قــد يذهبُ |
ويُــغَمِّضُ العينينِ حتى لا يرى | عــوْراتِ أهلِ الحيِّ حيثُ يُعذَّبُ |
ظــنَّ الديوكُ الخيرَ عندَ إمامِهمْ | و هو المُخادعُ في الحقيقةِ يكذبُ |
مــازالَ يــخدعُهمْ ويكسبُ وِدَّهُمْ | فــي كــلِّ ســانحةٍ لــهمْ يــتقرَّبُ |
حــتى اِطْمَأَنُّوا والشكوكُ تَبَدَّدَتْ | بـــدأَ الــلُّعَابُ بــثغرِهِ يَــتَصَبَّبُ |
فــدعا الــدِّيوكَ الــصالحينَ لبيتِهِ | لــينالَ أجــرَ المُحسنينَ ويكسبُ |
فــأتى الديوكُ الطامعونَ إمامَهُمْ | وبــطونُهمْ أشهى الموائدِ تطلبُ |
حتى إذا اكتملَ النصابُ فأُغلِقَتْ | كــلُّ الــمنافذِ واستحالَ المَهْرَبُ |
جــعلَ الــديوكَ الأغــبياءَ وليمةً | بــعضُ الــمطامعِ للمهالكِ تجلبُ |
لا يــخدعنَّكَ فــي الأنــامِ عِمامةٌ | فــلطالما فــيها تَــخَفّى الــمأرَبُ |
لا يــخــدَعنَّكَ لــو تــغيَّر لــونُها | فــالــطبعُ دومــاً لــلتَّطبُّعِ يــغلبُ |
فــي الــحيَّةِ الــرقطاءِ ســمٌّ قاتلٌ | وبــلونِها بعضُ الفرائِسِ تَجذِبُ |