بغداد ١٩٩١

هذي قرانا يا بني امحلت إذ تولتنا
على نكبات الدهر ألوان الخطوبْ
سمراء قاحلة ارض الفرات و أرى
الفتيان فيها تهرع كل يوم للهروبْ
و انحسر نهر الفرات يمشي خجلاً
ريثما الماء يصل إلى ارض الجنوبْ
بغداد بها الشجعان صرعى يشنقون
كيف يشنق من كانوا اسودا في الحروب
يشنق الصنديد بارق في الوغى غدراً
و جبان القوم من هولها لاذ بالهروب
فوق بغداد دخان اليأس خيم مثقلا
على صدر الأزقة و الشوارع و الدروب
:::::
سقط هذا اليوم في بغداد
سعد و غدا يسقط سعيد
كيف تقتل الأبطال شنقا كيف
لمن كان للأوطان بالنفس يجود
وجديد القلب بالأمل الوضاح يغريني أن
أزهار الصبى أينعت خلف أسوار الحدود
تمتم الأهل بشيء من حذر هل تغادر
قالو لي بشيئ من اسى خشيةً ًالا تعود
هيّا يا رفيق الدرب ننجو نتمرد
آنت الثورة على البغي و تكسير القيود
::::
و يأتيني نذير الشؤم في كل مساء
فيوسوس ما النجاة إلا في الهروب
و دفاع الخوف يأتي في الصباح
كيف تنجو أوصدت كل الدروب
كتبها الشاعر الدكتور صالح مهدي عباس المنديل