| تبكيكِ عينايَ وقلبي يندبُ | وباتَ وخط الشيبِ مني مرعبُ |
| هل سمعتْ اذنكِ او عينُ رأتْ | لإبن عشرينَ بذقنٍ اشيبُ |
| هل تعقلي ذاكَ الذي خاصمكِ | قلبهُ شوقًا لكِ باتَ ينحبُ |
| صلبتِ قلبي مرةً بعشقكِ | ثم بشوقٍ لكِ عادَ يُصلبُ |
| لله درّ إمراةٍ لو خجلتْ | يحمرُ خدّاها كشمسٍ تغربُ |
| وسطَ النساءِ لو مشتْ ممشوقةً | كالمهرة الشقراءِ حينَ تخببُ |
| لها عيونُ الريمِ إذ غازلتها | ونظرة العقبانِ يوم تغضب |
| انثى إذا تكلّمت قالت حِكمْ | يعجز عنها واعظًا وخاطبُ |
| إذ كانَ للدنيا عِجابُ سبعةٌ | فأنتِ من سبع العجابِ الاعجبُ |
| أو كانت الخلقُ نجومًا تلمعُ | فأنتِ من بين النجوم الكوكبُ |
| بعد رحيلكم قصدتُ داركمْ | مستغربًا منه عليه أعتبُ |
| قد رحلوا اهلُكَ يا دار وذا | أنت كئيبٌ وأنا مكتئبُ |
| إن بقاءَ الدورِ بعد أهلها | مثل بقاءَ الديرِ دون راهبُ |
| قبيحةٌ وإن تكن جميلةٌ | فما جمال العينِ دون حاجبُ ؟ |
| احرقت عند داركم قصائدًا | إفكًا رميتكِ بها معايبُ |
| كفّرتُ عنهنّ بأخرى نادمًا | فذا عِقاب الشاعر المكاذبُ |
| كتبتها بالدار والدمع مطرْ | ويشهد الدارُ على ما أكتبُ |
| قصيدةً قد قلتُ في مطلعها | تبكيكِ عينايَ وقلبي يندبُ |