البيْنُ دَنَا تَبّتْ يدُهُ |
ومضى أَمْسٌ وأتى غَدُهُ |
القِلعُ يُبَثُّ لِمَرْكَبِهِ |
وَيَفُكُّ الهَوْجَلَ مُعْقِدُهُ |
يَغْشى مَرْسَاهُ مُرْتَطَمٌ |
فيُقيمُ المَتْنَ ويُقْعِدُهُ |
واليَمُّ بنَى بالمَوجِ رُبىً |
وَمَضَى يُرغيهِ ويُزبِدُهُ |
القلبُ سَبَاهُ مرتحِلٌ |
والروحُ وما ملَكتْ يدُهُ |
أزهارُ صِبىً عَشْرٌ لَفَظَتْ |
عمراً في الصَّبْوَةِ تَنْشُدُهُ |
مَا بَالُ هَوىً أبْلَى حَدَثاً |
والعُمْرُ الأعْوَدُ أمْرَدُهُ |
عِشْتَارُ الوَجْدِ ومَعْبَدُهُ |
معبودُ الحَرْفِ وَسَيِّدُهُ |
مَعْسُولُ الطَّرْفِ وأَحْورُهُ |
أزَلِيُّ الحُسنِ مُخَلّدُهُ |
القلبُ سَرَى في مَوْكِبِهِ٠ |
ودَنَتْ روحِي تَتَعَبَّدُهُ |
جَحَدَ البوحُ ضنى كَلَفِي |
والجفنُ وَشاهُ تَسَهُّدُهُ |
كَتَمَتْ عيناكَ مُراقَ دَمِي |
والخد يفوح تَوَرُّدُهُ |
بدرٌ وإذا ما سامَرَهُ |
ليلٌ مسحومٌ يَرصُدُهُ |
لاَ جَفْنَ يَرِفُّ علَى حَدَقي |
من جذْوةِ نارٍ تُوقِدُهُ |
والأعينُ ذِي منْ لَوْعَتِهِ |
فيْضٌ فالدَّيْمَةُ تَحْسُدُهُ |
يُضْنِي الزُّهَّادَ تَضَرُّعُهُ |
وَشُمُوعُ الدِّيرِ تُناشِدُهُ |
وَالنُّورُ خَبَا فِي عِزِّ ضُحىً |
عَبَثاً يخْتالُ تَوقُّدُهُ |
لا ألْوي بَعْدُ على نَفَرٍ |
شَبَحاً يتمثلُ مَشْهَدُهُ |
يا بحرُ مُنَايَ شَقِيتُ به |
أتُرى يَتَجَدَّدُ موْعِدُهُ؟ |
إما فُسَحٌ من طَلْعَتِهِ |
أوْ غَيهَبُ رمْسٍ أُغْمَدُهُ |