أعلل النفس

مَثَلُ التفوقُ في الحياةِ أفيونٌ مذاقهُ
ألذُ من تقبيلِ ثغرِ الفتناتِ الكواعبِ
فما الايامُ إلا مشاربٌ عساها
يوماً منَ الأيامِ تَصفوا لشاربِ
قارعتُ مع الأيام شتى الخطوبُ بها
و ذللتُ فيها عظيمَ المصاعبِ
فهذهِ الدنيا عشواءُ المسيرُ
سَتَلقى بها شتى صروفَ النوائبِ
فلا تبتأسْ إذا ما جانبكَ صفوٌ بها
و عللْ النفسْ في نيلِ المراتبِ
بها اخوانُ الجهالةُ لا عديدَ لَهمْ
و الناصحونُ الصيدُ فيها الأغاربِ
إني مشيتُ بِأرضها شرقاً و عرباً
وأتحفتنيْ و جادتْ بشتى العجائبِ
أرى النائباتَ تأتيْ تواليا كأنها
عصائبُ من غربانِ تتبعْ عصائبِ
فوجدتُ الصبرَ ترياقاً لدائها
و ما حفلتُ فيها بعتبٍ لعاتبِ
و إلا تُضَرِسْكَ بأنيابِ الخطوبِ
حتى تُعيدُكَ مخذولاً و خائبِ
و إلا عَدت عليكَ النائباتُ فصبراً
إني وجدتُ الصبر فيها أعزُ المناقبِ
و لا تَنسى رحمةْ الرحمنُ و العهدُ به
يُسقيكَ بفيضٍ من السحبِ السحائبِ
أرى مَنْ يبلغُ الستينَ مسلوبَ العزيمة
و الشغف منقلبْ نادمٌ و ليس بِتائبِ
كتبها الشاعر الدكتور صالح مهدي عباس المنديل