هجروا الديار

هَجَروا الديّارَ الأحبَابُ والأصحَابُ
فَابِهجْرِهِمُ لَمْ تَعُدِ الديّارُ منْزِلاً عُجَابُ
لاَقِيمَةَ لِدَاراٍ هَجَرُهُ أَهْلَهُ وَالأَحْبَابُ
وَأصْبَحَ مِنْ بَعْدِ هَجْرِهِمُ لهُ خَرَابُ
أُنَادِي الدّارَا هَلْ مِنْ أَحَداٍ وَلاَ يُجَابُ
رَحَلُوَا مِنْ دُونِ أي عُذراٍ أَو أَسْبَابُ
يَفُوحُ عَبِيرُ شذَاهُمُ في كُلِ مَكَانٍ وَ بَابُ
وَأقْدَامُهُمْ مَرسُومَةً عَلى الدّربِ بِالتُرَابُ
في القَلبِ لَهُمُ مَنزِلَةً وَمَقَامٌ وشِعَابُ
فِراقُ الأحبَابُ سِقَامُ الألبَابُ
سَاعَتنَا بِالفِراقِ لَهَا مَخَالِبُ
وَالقَلبُ مِنْ شِدّةِ أَلمِهِ يُذَابُ
وَالدُمُوعُ مِنْ غَصّةِ الرُوحِ سُكَابُ
لاَطَيبَ لِلعيشِ بِدُونِهِمُ وَلاَ يُطَابُ
أَيامَنَا بِالمَاضِي أَصْبَحَت سَرَاَبُ
وَهُمْ عَنْ العُيونِ وَالمَسَامِعِي غَابُوا
عَسَى أنْ نَلقَاهُمُ وَالرّجَاءُ لاَ يُخَابُ
سَلامٌ عَليكُمْ أَهلَ الدّارِ وَالأَلبَابُ
كتبتها الشاعرة رغد إدريس