معلامة الجهل

تخرجَ القومُ مِنْ مِعْلامَةِ الجَهْلِيَعْلِمُونَ ضَلالَ الزَيّفِ والدَّجْلِ
لهم شهاداتُ عُلّيَا في تَخَصُصِهِموقد أُجِيزو ولكنْ مِنْ أبي جَهْلِ
ويَدّعُونَ كَمَالاً من يُطَاولهموهم وربكِ أعجازٌ إلى نَخْلِ
يَتَشَدْقُونَ بلا علمٍ ومعرفةٍويَنْعِقُونَ بأقوالٍ بلا فِعْلِ
وأعلمُ القومِ من طالتْ عِمَامَتُهُولايفرقُ بين الوصلِ والفصلِ
وأعقلُ القومِ أَذْكَهُم وأحْصَفُهممن لايفرقُ بين الثُومِ والبَقْلِ
حُمُرٌ وتَحْمِلُ أسْفَاراً لِعَالِفِهَاولاتُفَكْرُ غيرَ الشُرْبِ والأَكْلِ
ويَدّعُونَ ثقافاتٍ وفلسفةًيُحَلّلُونَ رُؤى الأفكارِ والعَقْلِ
يُفَكْرُونَ حُلُولاً دونَ مُشْكلةٍكَمَنْ يُصَنِّعُ مفتاحاً بلا قُفْلِ
والدِيِنُ ماكان مَعْقُولاً برأيهِمُوالعقلُ ماكان مَحْسُوسَاً ومتجلي
والمَنْطِقُ العَّي مِيزانٌ لفِكْرَتِهِمْومن يُفَكْرُ كالبِرّمِيلِ والطَبْلِ
الدِيّنِ وَحْيٌ ولا ترقى العقولُ لهُوقد تَلَقْاهُ أَهْلُ الدِينِ بالنِقْلِ
ولاتَجِدهُ يُنَافِي العَقْلَ لو عِقلوالكنَّهُمْ بُهُمٌ كالثَوّرِ والعِجْلِ
ويَدّعُونَ حَضَاراتٍ وزخرفةًولايزالون بين الطِينِ والوَحْلِ
حتى الرذيلةُ في قاموسِهم قُلِبَتْإلى الفضيلةِ في الميزاتِ والفَضْلِ
ويزعمون حِجَابَ البِنْتِ مَظْلَمَةًلها وتَحْتَ قُيُودِ القهرِ والذُّلِ
ومن تَعَرّتْ فَقَدْ نَالَتْ تحرّرَهاكما تَحَرّرَ أَهْلُ الرّقِ والغِلِّ
وهُمْ يريدون أَنْ تَخْرُجْ بزينتِهااليّهُمُ ولهُمْ حُريَّةُ الوَصْلِ
حتى إذا جَرّدُوهَا مِنْ مَلابِسَهَاوازَيّنَتْ لَهُمُ بالطِيْبِ والكُحْلِ
طَابَتْ لَهُمْ واسّتَزَلُوهَا لِحَاجَتِهِمْفَغَدَتْ تُدَاوَلُ من خِلٍ إلى خِلِ
وأَيُّ ذُلٍ وَعَارٍ بعدما فَقَدَتْأَعَزُّ مَاتَمّلِكُ الأُنْثَى وماتُغْلِي
واللهِ شَرّفَهَا أُنْثَى وكَرّمَهَاتُسَاقُ في شَرفٍ عَالٍ إلى بَعْلِ
فلتَحْذر الِبنْتُ من شَرٍ يُرادُ بَهاولا تُسودُ وجهَ البَعْلِ والأهْلِ
وربما قدموا نُصْحَاً وموعظةًوهم وإنْ نصحوا كالذئبِ والثَعْلِ
و يَدَّعُونَ حُقُوقاً للورى كَذِبَاًوقد تجلى لنا المقصودُ بالمِلِّي
لوكان صِدْقاً لأَدَوّا حقَ خالقِهمْوالشمسُ تُعرفُ أحياناً من الظِّلِ
ويَدَعُونَ سلاماً في سياستِهمويَزْرَعُونَ قوى الإرهابِ والقَتْلِ
ويُظْهِرُونُ لنا أسْنَانَ ضِحْكَتِهِمْويُضْمِرُونَ نُيُوبَ الحِقْدِ والغِلِّ
يُوَجْهُونَ إلى الإسلامِ حَربَتَهُمحرباً عليهِ بِحَدِ السَيّفِ والنَّصْلِ
وكلما أوقدوا نار العدى خُمِدَتْويُحبطُ اللهُ ماحاكوهُ بالليلِ
دين الهدى بَاقٍ برغمِ أًنُوفِهُمُوالأمرُ للهِ من بعدٍ ومن قَبْلِ
كتبها الشاعر سامي العياش الزكري في 2024/1/13م