مشاهد حرب

لِمَنْ نَشكُوا بِأُمَّتِنا هَوَانَا
ومَن يَنْعَى عُروبَتَنا سِوانا
ومن يأتي نُلَمْلِمُهَا كرامَة
فهذا الذُّلُّ قد أَوْهَى الزمانَ
ومن يأتي لِيَحْمِلَ نَعْشَ عُرْبٍ
فَمَيْتَتُنَا لَأَهْوَنُ مِنْ بقَانا
فَأُولَى القِبلتين تعيش حرباً
وأُمَّتُنَا تُنظِّم مهرجانا
~~~~
وهذا جَفْنُنَا يغفو سريعاً
وننسا طفلةً سُلِبتْ أمانا
تَرَاهَا تَتَّقِي إغماض جَفْنٍ
تُكَابِدُ واقعًا هدَّ الكيانَ
وأيدي مُسْعِفٍ تمحو غباراً
ومن يمحو عن القلب الإهانة
~~~~
وذلك في ضِمَادَتِهِ جريحاً
يُحَاكِي من سَما يَلْقَى الجنانَ
فراسٌ كان حيًّا تحت رَدْمٍ
وصوت أنينه ملأ المكانَ
~~~~
وتلك بأزرق القمصان تبكي
وكان الشَّعر قد شَهِد العِيانَ
ووالدُها فَطيرَ القلبِ ينفي
و قد نَطَقَتْ جدائلها بياناَ
~~~~
أرى رجلاً وفي يدِهِ رضيعٌ
ويرفعُهُ للِتَلْقَفَهُ سَمَانَا
ويَهْتِفُ هل رَضَيْتَ اللهَ عَنِّي
فَخُذْ رَبَّاهُ خُذْ، هاذي دِمَانَا
لِمَنْ نشْكوا بأمَّتِنَا هوانا
وسَيْلُ دِمَائِهِمْ جَرَفَ الكِيَانَ
كتبتها الشاعرة رحاب ابن المعلم