مدينتي الدجيل

خليليَّ منْ رهطِ السلاميَ و خزرجٍ
عوجا عليَّ بالدارِ و انتظرانيْ
و قصّا عليَّ الحوادثَ كلها و عنْ
صروفِ الدهرِ قولا و حدثانيْ
وافياني بأخبارِ الأحبةِ كلهمُ و مآثرَ
الجيلِ من الفتياتِ و الصبيانِ
تذكرتُ المرابعَ و ايامَ الصبا
و هاجتْ ليَ الذكرى اسى الوجدانِ
يقرُ بعينيْ أنَّ الدُجيلَ فخورةٌ
بأننيَ صغتُ الجراحةَ طوعَ بنانيْ
أُقَلِبُ أطرافَ الحَديثِ و صُحبَةٍ
كأني أُناجيَ التوبادَ و الريانِ
يا حبذا ارضُ الدجيلُ اذا سرتْ
ريحُ الصبا و إخضَّرتْ الوديانِ
فيها بساتينُِ النخيلُ ظليلةٌ و بها
لذيذُ التمرُ و الأعنابِ و الرمانِ
هنا تعلمتُ الحديثَ و نظمه و
تداولتْ اطرافَ الكتابِ بنانيْ
فان ليَّ في ارضِ الدجيلِ لبانةٌ لما
تزلْ تُشجي سويدا القلبِ بالخفقانِ
خذاني إلى كلِ الأزقةِ بالحمى و خبرا
جميعَ اهلِ الحي و الجيرانِ
خذاني إلى دارِ المعلمِ كي اشيدُ
بهم و أواسيهمُ بالشكرِ و العرفانِ
خذني إلى النهرينِ جفتْ منابعهمْ
و أقرأُ على تلِ الأببترِ شجوَ أحزاني
بلغني أنَّ المنونَ وافتْ بعضهمْ
خبرٌ يهيّجُ الوجدانَ و الأشجانِ
فكتبتُ ابياتاً حزينةً ومزجتُ
المدادَ بدمعِ العينِ سطّرتُ بيانيْ
تغربتُ فاصبتُ بها شهداً و صاباً
و نقشتُ بها على جدارِ الصمتِ احزانيْ
إنّي التمستُ قاضي الدهرَ ثمَ
اشتكيتُهُ فالويلْ كلَ الويلِ للحدثانِ
كتبها الشاعر الدكتور صالح مهدي عباس المنديل