| رمتني بلحظها الفتاكِ فاتنةٌ |
| في الحيِ هيفاءُ عشاقها كُثرُ |
| تطوفُ على الحيِ غادةٌ ميساءُ |
| نحيلةِ الخصرْ فرعاءُ باسمةُ الثغرِ |
| إن تَبَسمَّت كشفتْ درراً ما |
| بعدِ شفاهها واللمى السمرُ |
| جَلَ الذي سوى الملاحةَ آيةً في |
| الوجناتِ السمرْ والمقلُ الخضرُ |
| إذا تَحَدَّثَتْ لها بسمةٌ بيضاءُ |
| سَلَبَتْ مَنيَّ سنى الألبابِ والفكرُ |
| تقولُ مهلاً فمنْ يُجارينا نحنُ |
| الناجياتُ السمرُ آيتهُ الصبرُ |
| واحذرْ فَمودةُ الحسانُ الحورْ |
| أثمانها البيضُ والضمرُ الشقرُ |
| لها أقراطٌ ترنحُ على الخدينْ |
| صفائحٌ من لجينٍ زانها التبرُ |
| تقولُ ليْ مهلاً إذ أوشكَ البعدُ |
| بيننا فهذهِ الأيامُ شيمتها الغدرُ |
| قلتُ لها عهودي مواثقٌ وإنْ |
| جارتْ الأيامُ أو غدرَ الدهرُ |
| لكن تفرقُ بيننا الأيامُ جوراً ولمْ |
| يبقى سوى الآلامُ أو طيبْ الذكرُ |
| فَما عزاء الثاكلينَ أحبةً |
| سوى طيبُ السلوانُ والصبرُ |
| وما نحنُ بعدَكِ يا سمراء إلا |
| حُطَام الدهرْ والأحداثْ والقهرُ |
| سيبقى رسمُكِ في عيني على المدىْ |
| ويصونُ سرُّكِ الأحشاءُ والصدرُ |