| يا مُنْتَهى نَفْسي أطلتَ لها الوَنى | إنَّ البلاءَ معَ الحياةِ تَقَدَّرَ |
| يا ويحَ قَلبِي هلْ يُطِيق مَعَرَّة | و أنا طَريدٌ في ديارِ الشَّنْفَرى |
| كنتُ الّذي يَرْعَى النُّجومَ و مُكْثَها | و الآن أسترضي الحَمَائِم بالقِرَى |
| حتى إذا طِرْنَ الصًّباحَ تَعَلًّقَت | روحي بِهُنًّ عَسَاهُا ترجِعُ للذُّرى |
| فأَهِيمُ دونَهُا أبتغي ما يُرتَجى | و تعودُ لي عِندَ المساءِ لأُقْهَرَ |
| و تنوحُ قُربي في المَغِيبِ حمامةٌ | تغوي السُّهادَ إلى عيوني إنْ طَرا |
| شاميَّةَ العينينِ دمعُكِ مِنْ دَمِي | هلْ عاد زاجلُ مِنْ دِمَشْقَ مُبَشِّرا |
| غنِّي و قولي ما شَجاكِ فإنَّني | قدْ خِلتُ بوحَكِ للشَّآمِ تَحَبَّرَ |
| الزَّاجلُ الحيرانُ تاهَ بلا هُدىً | و أعادَ روحي باختلاجٍِ مُجبِرا |
| فسألتُهُ أنْسَتْكَ مهدَكَ غُربةٌ؟ | دونَ الحمامِ و كنتَ أرشَدَ مَنْ دَرى |
| آهٍ أمَيَّةُ قدْ قُتِلتَ مُجَدَّدا | إنَّ الحمامَ ينوحُ إنْ هَدَلَ افتَرى |
| فَرمى إليَّ رسالةً مِنْ عابرٍ | أنَّ الدِّيارَ بأهلها فَدَعِ القُرى |
| صُنْ غايةً يُرضيكَ أنَّكَ رُمْتَها | لا ضَيْرَ إِنْ عَاقَرْتها حتى ترى |
| هيَ غَمْرةٌ حانتْ و شًيَّعَها الجَوى | فانهضْ لها مِن كَيدِ حٌبٍ للكَرى |
| و اتركْ كلامَ الغابرينَ لقَرنِهِم | الخوف ما أغواهُمُ و بِهِم عَرى |
| أقْبِلْ هُديتَ إلى المَكارمِ قابضا | ظَهرَ الرِّياحِ و خُضْ بها حلمَ الوَرى |
| و دعِ السُّؤالَ عنِ المواجعِ خَلِّها | كُرْمَى لعينكَ جَمْرةً تحتَ الثَّرى |
| أقبِلْ و ذَرْنِي أقتفي ما قد مضى | وهْناً و خوفاً كالدَّريرِ إذا سَرى |