| اذا كنتَ ذو حظٍ عظيمٍ وقاكَ اللهُ |
| من نائباتِ الدَهرْ و الدهرُ غادرُ |
| لا يملُكُ ابن آدمَ من عمرهِ سوى |
| يومَهُ و ما ذاكَ إلّا طيفٌ سريعٌ عابرُ |
| تتخطَفُه الأحداث مِنْ كلِ جانبٍ |
| برقٌ في غمامِ المزنِ و المزنُ سائرُ |
| تفاوتَ الفتيانُ في الدُنيا نصيبهم |
| بين جزوعٌ على كربِ النائباتِ و صابرُ |
| و ما هي إلا دارُ بلوى تترصدنا الحادثاتُ |
| وما نَصيبُ منَ الحظِ و الحظُ جائرُ |
| فهذا غني و ذا فقير و ذاكَ ذو علمٍ |
| أو أخو جهالةَ لهُ اللذّات ليسَ البصائرُ |
| إذا أصابتهُ النائباتُ يَسلو بعد برهة |
| و إنها لِذي الألبابْ جرحٌ عميقٌ و غائرُ |
| فَما لذَّةٌ تبقى مثلُ ريعانُ الصبى و ما |
| حلمٌ كأيامِِ الكهولةِ و نُضجُ الضمائرُ |
| يزولُ بريق العين إذا ولى الشباب و |
| رصعتنا الحوادثُ و دارتْ علينا الدوائرُ |
| أرى الناسَ بَعدَ خمسينهمُ حطاماً كأنهم |
| أشلاء تمشي أو بقايا العصور الغوابرُ |
| ضرَّستهم حاثات الدهر و من آثاره |
| بهمُ ندوبُ الحوافرُ أو خدوش الأظافرُ |
| مضى زمانُ اللهوُ يأسفني لا عودٌ لهُ |
| و زمان الحب ُو الودُ ولّى فهوَ داثرُ |
| لا يفلحُ المرء في بيعٍ و شراء ما لم |
| يجيدُ معَ بعضِ الناسَ شدُ الأواصرُ |
| يغنيكَ حِسنُ الأداب عن علمِ عالمٍ |
| إن جمعتَ بينهما تُخَلدُ لذكراك المآثرُ |
| سقى اللهُ مَن جَدّ فيها و صانَ عرضهُ |
| فمن سواهُ في سباق المجدِ عُدَ خاسرُ |