البين دنا

البيْنُ دَنَا تَبّتْ يدُهُ
ومضى أَمْسٌ وأتى غَدُهُ
القِلعُ يُبَثُّ لِمَرْكَبِهِ
وَيَفُكُّ الهَوْجَلَ مُعْقِدُهُ
يَغْشى مَرْسَاهُ مُرْتَطَمٌ
فيُقيمُ المَتْنَ ويُقْعِدُهُ
واليَمُّ بنَى بالمَوجِ رُبىً
وَمَضَى يُرغيهِ ويُزبِدُهُ
القلبُ سَبَاهُ مرتحِلٌ
والروحُ وما ملَكتْ يدُهُ
أزهارُ صِبىً عَشْرٌ لَفَظَتْ
عمراً في الصَّبْوَةِ تَنْشُدُهُ
مَا بَالُ هَوىً أبْلَى حَدَثاً
والعُمْرُ الأعْوَدُ أمْرَدُهُ
عِشْتَارُ الوَجْدِ ومَعْبَدُهُ
معبودُ الحَرْفِ وَسَيِّدُهُ
مَعْسُولُ الطَّرْفِ وأَحْورُهُ
أزَلِيُّ الحُسنِ مُخَلّدُهُ
القلبُ سَرَى في مَوْكِبِهِ٠
ودَنَتْ روحِي تَتَعَبَّدُهُ
جَحَدَ البوحُ ضنى كَلَفِي
والجفنُ وَشاهُ تَسَهُّدُهُ
كَتَمَتْ عيناكَ مُراقَ دَمِي
والخد يفوح تَوَرُّدُهُ
بدرٌ وإذا ما سامَرَهُ
ليلٌ مسحومٌ يَرصُدُهُ
لاَ جَفْنَ يَرِفُّ علَى حَدَقي
من جذْوةِ نارٍ تُوقِدُهُ
والأعينُ ذِي منْ لَوْعَتِهِ
فيْضٌ فالدَّيْمَةُ تَحْسُدُهُ
يُضْنِي الزُّهَّادَ تَضَرُّعُهُ
وَشُمُوعُ الدِّيرِ تُناشِدُهُ
وَالنُّورُ خَبَا فِي عِزِّ ضُحىً
عَبَثاً يخْتالُ تَوقُّدُهُ
لا ألْوي بَعْدُ على نَفَرٍ
شَبَحاً يتمثلُ مَشْهَدُهُ
يا بحرُ مُنَايَ شَقِيتُ به
أتُرى يَتَجَدَّدُ موْعِدُهُ؟
إما فُسَحٌ من طَلْعَتِهِ
أوْ غَيهَبُ رمْسٍ أُغْمَدُهُ
كتبها الشاعر محمد الزاوكي