| احبِسْ دموعَكَ يكفي منهُ مانَزَلا | إنّي غرقتُ بَمَا أرسَلّتَهُ بَلَلا |
| يكفَينِي نِارَ اغترابي عَنْكَ تَحْرِقُنِي | فلا تَزِيدْ إليها من دمي شُعَلا |
| والله مااشتَقْتَ لي شَوقاً بَكَيّتَ لهُ | إلا وكان اشتياقي مِثْلهُ دَبَلا |
| ولاذَكَرْتَ فراقي وانتَحَبْتَ دَمَاً | إلا وكان دَمِي عيناي و المُقَلا |
| حتى وإن كنتَ صَخْراً في صَلابَتهِ | وذُبّتَ شَوقًا أَذُوبُ لِمِثْلهِ جَبَلا |
| وما تَغَزَلّتَ بِي حَرفَاً طِربْتُ لهُ | إلا تَغِزَلّتُ في أوصافِكَ الجُمَلا |
| رَحَلْتُ عَنْكَ بشَخْصِي جِثَةً هَمَدَتْ | لكنَّ روحي وقلبي عنكَ ماارتحلا |
| وَمَا تَغَرَبْتُ إلا مُرغَما نَهِدَاً | من أَجْلِ ماشِربَ الانسانُ أو أَكَلا |
| لو كنتُ طيراً ولِيْ جنحانَ تَحْمِلُنِي | إليكَ حَالاً لَكَانَ الطيرُ قد وَصَلا |
| يامُهجتي ومُنَى قلبي كفى ألَمَا | ألسّتَ تُؤْمِنُ أنَّ الحبَّ قد قَتَلا |
| دَعْنِي أعيشُ ولو حتى بلا نَفَسٍ | نفسي وروحي قضى ربي لها أَجَلا |
| أنِي وإن كنتُ مَيّتَاً في مَقَابرِهِ | أَحْيَا إذا زارَ قبري أو إذا سَأَلا |
| ويخفقُ القلبُ شَوقَاً لا حدودَ لهُ | إذا سمعتُ لهُ صَوتَاً أو اتصَلَا |
| فكيفَ لو ضَمَّنِي في حِضْنهِ زَمَنَاً | وهل يَمِلُ الفتى الأَحَضَانَ والقُبَلا |
| كفكفْ دُمُوعَكَ إني قد غَرِقْتُ بهِ | وَزِدْ إليهِ دموعي صَيّبَا هَطِلا |
| فكُلُّ عُسرٍ وضِيقٍ بعدهُ فَرَجَاً | ويَضّرِبُ اللهُ في هذا لنا مَثَلا |
| فاحسنْ الظَّنَ لا يأسٌ ولا قلقٌ | مادامَ واللهُ مولانا لنا أمَلا |