لو يذكر الزيتون غارسه |
لصار الزيت دمعا |
يا حكمة الأجداد |
لو من لحمنا نعطيك درعا |
لكنّ سهل الريح |
لا يعطي عبيد الريح زرعا |
إنّا سنقلع بالرموش |
الشوك و الأحزان .. قلعا |
وإلام نحمل عارنا و صليبنا |
والكون يسعى |
سنظل في الزيتون خضرته |
وحول الأرض درعا |
إنّا نحبّ الورد |
لكنّا نحبّ القمح أكثر |
ونحبّ عطر الورد |
لكن السنابل منه أطهر |
فاحموا سنابلكم من الأعصار |
بالصدر المسمّر |
هاتوا السياج من الصدور |
من الصدور فكيف يكسر |
إقبض على عنق السنابل |
مثلما عانقت خنجر |
الأرض و الفلاح و الإصرار |
قل لي كيف تقهر |
هذي الأقانيم الثلاثة |
كيف تقهر |
عيناك يا صديقتي العجوز يا صديقتي المراهقة |
عيناك شحّاذان في ليل الزوايا الخانقة |
لا يضحك الرجاء فيهما و لا تنام الصاعقة |
لم يبق شيء عندنا .. إلّا الدموع الغارقة |
قولي: متى ستضحكين مرة و إن تكن منافقة |
كفاك يا صديقتي ذئبان جائعان |
مصّي بقايا دمنا، و بعدنا الطوفان |
وإن سغبت مرة، لا تتركي الجثمان |
وإن سئمت بعدها، فعندك الديدان |
إنّا خلقنا غلطة .. في غفلة من الزمان |
وأنت يا صديقي العجوز .. يا صديقتي المراهقة |
كوني على أشلائنا، كالزنبقات العابقة |
الغاب يا صديقتي يكفّن الأسرار |
وحولنا الأشجار لا تهرّب الأخبار |
والشمس عند بابنا معمية الأنوار |
واشية، لكنها لا تعبر الأسوار |
إن الحياة خلفنا غريبة منافقة |
فابني على عظامنا دار علاك الشاهقة |
أسمع يا صديقتي ما يهتف الأعداء |
أسمعهم من فجوة في خيمة السماء |
يا ويل من تنفست رئاته الهواء |
من رئة مسروقة |
ياويل من شرابه دماء |
ومن بنى حديقة .. ترابها أشلاء |
يا ويله من وردها المسموم |