بكاء الوجود

نَاحَ رُزْءَ الحُسَيْنِ كُلُّ البَرَايَا
مُنْذُ بِدْءِ الوُجُودِ حَتَّى المَنَايَا
فِي رُبَى الطَّفِّ إِذْ تَهَاوَى صَرِيعًا
ظَامِئًا حَلَّ السَّهْمُ بَيْنَ الطَّوَايَا
قَطَّعَتْهُ الشِّفَارُ وَ السُّمْرُ إِرْبًا
كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ جَرَى الدَّمُ آيَا
عَارِجًا لِلسَّمَاءِ كَفًّا فَأَمْسَتْ
حُمْرَةُ الأُفْقِ لِلجِرَاحِ مَرَايَا
ثُمَّ جَالَتْ عَلَيهِ عَشْرُ خُيُولٍ
رَضْرَضَتْ مِنْهُ ظَهْرَهُ وَ الحَنَايَا
خَطْبُهُ جَلَّ عَنْ نُعُوتٍ وَ شَرْحٍ
لَمْ يَرَ الدَّهْرُ مِثْلَهُ فِي الرَّزَايَا
فِي قَلُوبِ الوَرَى لَهُ جَمْرَةٌ لَا
تَنْطَفِي قَدْ تَضَمَّنَتْهَا الثَّنَايَا
حُجَّةَ اللهِ مَا عَلَى البُعْدِ صَبْرٌ
صَرْخَةُ الرُّوحِ خُذْ بِثَأرِ الظَّمَايَا
وَ اَمْلَأْ الأَرْضَ صَاحِبَ الأَمْرِ عَدْلًا
كَثُرَ الجَورُ سَيِّدِي وَ الضَّحَايَا
كتبها الشاعر مصطفى مبارك الماجد