عُصفورَتانِ في الحِجازِ | حَلَّتا عَلى فَنَن |
في خامِلٍ مِنَ الرِياضِ | لا نَدٍ وَلا حَسَن |
بَيناهُما تَنتَجِيانِ | سَحَراً عَلى الغُصُن |
مَرَّ عَلى أَيكِهِما | ريحٌ سَرى مِنَ اليَمَن |
حَيّا وَقالَ دُرَّتانِ | في وِعاءٍ مُمتَهَن |
لَقَد رَأَيتُ حَولَ صَنعاءَ | وَفي ظِلِّ عَدَن |
خَمائِلاً كَأَنَّها | بَقِيَّةٌ مِن ذي يَزَن |
الحَبُّ فيها سُكَّرٌ | وَالماءُ شُهدٌ وَلَبَن |
لَم يَرَها الطَيرُ وَلَم | يَسمَع بِها إِلّا اِفتَتَن |
هَيّا اِركَباني نَأتِها | في ساعَةٍ مِنَ الزَمَن |
قالَت لَهُ إِحداهُما | وَالطَيرُ مِنهُنَّ الفَطِن |
يا ريحُ أَنتَ اِبنُ السَبيلِ | ما عَرَفتَ ما السَكَن |
هَب جَنَّةَ الخُلدِ اليَمَن | لا شَيءَ يَعدِلُ الوَطَن |