عصفورتان في الحجاز

عُصفورَتانِ في الحِجازِ حَلَّتا عَلى فَنَن
في خامِلٍ مِنَ الرِياضِ لا نَدٍ وَلا حَسَن
بَيناهُما تَنتَجِيانِ سَحَراً عَلى الغُصُن
مَرَّ عَلى أَيكِهِماريحٌ سَرى مِنَ اليَمَن
حَيّا وَقالَ دُرَّتانِ في وِعاءٍ مُمتَهَن
لَقَد رَأَيتُ حَولَ صَنعاءَ وَفي ظِلِّ عَدَن
خَمائِلاً كَأَنَّهابَقِيَّةٌ مِن ذي يَزَن
الحَبُّ فيها سُكَّرٌوَالماءُ شُهدٌ وَلَبَن
لَم يَرَها الطَيرُ وَلَميَسمَع بِها إِلّا اِفتَتَن
هَيّا اِركَباني نَأتِهافي ساعَةٍ مِنَ الزَمَن
قالَت لَهُ إِحداهُماوَالطَيرُ مِنهُنَّ الفَطِن
يا ريحُ أَنتَ اِبنُ السَبيلِ ما عَرَفتَ ما السَكَن
هَب جَنَّةَ الخُلدِ اليَمَنلا شَيءَ يَعدِلُ الوَطَن
قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي