| ظبيٌ رأى صورتهْ في الماء | فرفع الرأْسَ إلى السماءِ |
| وقال يا خالِقَ هذا الجيدِ | زنهُ بعقدِ اللؤلؤ النَّضيدِ |
| فسمعَ الماءَ يقولُ مفصحا | طلبْتَ يا ذا الظَّبْيُ ما لن تُمنَحا |
| إنّ الذي أعطاكَ هذا الجيدا | لم يُبق في الحسنِ له مَزيدا |
| لو أن حسنهُ على النحورِ | لم يخرج الدُّر من البحورِ |
| فافتتَن الظبيُ بِذِي المقالِ | وزادهُ شوقاً إلى اللآلي |
| ولم يَنلهُ فمُهُ السقيمُ | فعاش دهراً في الفَلا يَهيم |
| حتى تَقضَّى العمرُ في الهُيامِ | وهجْرِ طِيبِ النَّومِ والطعام |
| فسارَ نحو الماءِ ذاتَ مرهْ | يَشكو إليه نفعَهُ وضرَّه |
| وبينما الجارانِ في الكلام | أقبلَ راعي الدَّيرِ في الظلام |
| يتبعه حيثُ مشى خنزيرُ | في جِيدِهِ قِلادة ٌ تُنير |
| فاندفع الظبيُ لذاكَ يبكي | وقال من بعدِ انجلاءِ الشكِ |
| ما آفة ُ السعيِ سوى الضلالِ | ما آفهُ العمرِ سوى الآمال |
| لولا قضاءُ الملكِ القدير | لما سعى العقدُ إلى الخنزير |
| فالتفتَ الماءُ إلى الغزال | وقال: حالُ الشيخِ شرُّ حال |
| لا عَجَبٌ، إن السنينَ مُوقِظهْ | حفظتَ عمراً لو حفظتَ موعظهْ |