كم مر بي فيك عيش لست أذكره

كم مَرَّ بِي فيِكِ عَيْشٌ لَسْتُ أَذْكُرُهومَرَّ بِي فيكِ عَيْشٌ لَسْتُ أَنْساهُ
وَدَّعْتُ فيكِ بَقايا ما عَلِقْتُ بهمِنَ الشّباب وما وَدَّعْتُ ذِكْراهُ
أَهْفُو إليه على ما أَقْرَحَتْ كَبِدِيمِنَ التَّبارِيحِ أولاَهُ وأُخْراهُ
لَبِسْتُهِ ودُمُوعُ العَيْنِ طَيِّعَة ٌوالنفسُ جَيَّاشَة ٌ والقَلْبُ أَوّاهُ
فكان عَوْني على وَجْدٍ أُكابِدُهومُرِّ عَيْشٍ على العِلاّتِ أَلْقاهُ
قد أَرْخَصَ الدَّمْعَ يَنْبُوعُ الغَناءِ بهوا لَهْفَتِي ونُضُوبُ الشَّيْبِ أَغْلاهُ
كم رَوَّحَ الدمعُ عَنْ قَلْبي وكم غَسَلَتْمنه السَّوابِقُ حُزْناً في حناياهُ
لَم أَدْرِ ما يَدُه حتى تَرَشَّفَهفَمُ المَشِيبِ على رَغْمِى فأَفْناهُ
قالوا تَحرَّرْتَ مِنْ قَيْدِ المِلاحِ فعِشْحُراً فَفِي الأَسْرِ ذُلٌ كُنتَ تَأباهُ
فقُلْتُ يا لَيْتَه دامَتْ صَرامَتُهما كان أَرْفَقه عندي وأَحْتاهُ
بُدِّلْتُ منه بقَيْدٍ لَسْتُ أفْلَتُهوكيف أفْلَتُ قَيْداً صاغَهُ اللهُ
أَسْرَى الصَّبابَة ِ أَحْياءٌ وإنْ جَهِدُواأَمّا المَشِيبُ ففِي الأَمْواتِ أَسْراهُ
شاعر النيل حافظ إبراهيم

اترك تعليقاً