يا جارة الوادي طربت وعادني

يا جارة الوادي طربت وعادنيما زادني شوقا إلى مرآك
فقطّعت ليلي غارقا نشوان فيما يشبه الأحلام من ذكراك
مثلتُ في الذكرى هواك وفي الكرىلما سموت به وصنت هواكِ
ولكم على الذكرى بقلبي عبرةوالذكريات صدى السنين الحاكي
ولقد مررت على الرياض بربوةكم راقصت فيها رؤاي رؤاكِ
خضراء قد سبت الربيع بدلهاغنّاء كنتُ حيالها ألقاكِ
لم أدر ما طيب العناق على الهوىوالروض أسكره الصبا بشذاكِ
لم أدر والأشواق تصرخ في دميحتى ترفق ساعدي فطواك
وتأودت أعطاف بانكِ في يديواحمر من خديهما خداكِ
أين الشقائق منك حين تمايلاوأحمرّ من خفريهما خدّاك
ودخلت في ليلين: فرعك والدجىوالسكر أغراني بما أغراك
فطغى الهوى وتناهبتك عواطفيولثمتُ كالصبح المنور فاكِ
وتعطلت لغة الكلام وخاطبتقلبي بأحلى قبلة شفتاكِ
وبلغت بعض مآربي إذ حدّثتعيني في لغة الهوى عيناكِ
لا أمس من عمر الزمان ولا غدبنواك..آه من النوى رحماكِ
سمراء يا سؤلي وفرحة خاطريجمع الزمان فكان يوم لقاكِ
قصيدة احمد شوقي

اترك تعليقاً