| أوصيكَ بالحزنِ ، لا أوصيكَ بالجلدِ | جلَّ المصابُ عن التعنيفِ والفندِ |
| إني أجلكَ أن تكفى بتعزية ٍ | عَنْ خَيرِ مُفْتَقَدٍ، يا خَيرَ مُفتقِدِ |
| هيَ الرّزِيّة ُ إنْ ضَنّتْ بِمَا مَلَكَتْ | منها الجفونُ فما تسخو على أحدِ |
| بي مثلُ ما بكَ منْ جزنٍ ومنْ جزعٍ | وَقَدْ لجَأتُ إلى صَبرٍ، فَلَمُ أجِدِ |
| لمْ يَنْتَقِصْنيَ بُعدي عَنْكَ من حُزُنٍ، | هيَ المواساة ُ في قربٍ وفي بعدِ |
| لأشركنكَ في اللأواءِ إنْ طرقتْ | كما شركتكَ في النعماءِ والرغدِ |
| أبكي بدَمعٍ لَهُ من حسرَتي مَدَدٌ، | وَأسْتَرِيحُ إلى صَبْرٍ بِلا مَدَدِ |
| وَلا أُسَوِّغُ نَفْسي فَرْحَة ً أبَداً، | و قدْ عرفتُ الذي تلقاهُ منْ كمدِ |
| وأمنعُ النومَ عيني أنْ يلمَّ بها | عِلْمَاً بإنّكَ مَوْقُوفٌ عَلى السُّهُدِ |
| يا مُفْرَداً بَاتَ يَبكي لا مُعِينَ لَهُ، | أعانَكَ اللَّهُ بِالتّسْلِيمِ والجَلَدِ |
| هَذا الأسِيرُ المُبَقّى لا فِدَاءَ لَهُ | يَفديكَ بالنّفسِ والأَهْلينَ وَالوَلَدِ |