اسْكُني يا جِراحْ – واسْكُتي يا شجُونْ |
|
ماتَ عَهْدُ النُّواحْ – وزَمَانُ الجُنُونْ |
|
وأَطَلَّ الصَّبَاحْ – مِنْ وراءِ القُرُونْ |
|
في فِجاجِ الرَّدى – قَدْ دفنتُ الأَلمْ |
|
ونثرتُ الدُّموعْ – لرِيَاحِ العَدَمْ |
|
واتَّخذتُ الحَيَاةْ – معزفاً للنَّغَمْ |
|
أَتغنَّى عليهْ – في رِحابِ الزَّمانْ |
|
وأَذبتُ الأَسَى – في جمالِ الوُجُودْ |
|
ودَحَوْتُ الفؤادْ – واحةً للنَّشيدْ |
|
والضِّيا والظِّلالْ – والشَّذَى والورودْ |
|
والهوى والشَّبابْ – والمنى والحَنانْ |
|
اسكُني يا جراحْ – واسكُتي يا شُجونْ |
|
ماتَ عَهْدُ النُّواحْ – وزَمَانُ الجُنُونْ |
|
وأَطَلَّ الصَّبَاحْ – مِنْ وراءِ القُرُونْ |
|
في فؤادي الرَّحيبْ – مَعْبَدٌ للجَمَالْ |
|
شيَّدتْهُ الحَيَاةْ – بالرُّؤى والخَيالْ |
|
فَتَلَوْتُ الصَّلاةْ – في خشوعِ الظِّلالْ |
|
وحَرَقْتُ البُخُورْ – وأَضَأْتُ الشُّمُوعْ |
|
إنَّ سِحْرَ الحَيَاةْ – خَالدٌ لا يزولْ |
|
فَعَلامَ الشَّكَاةْ – مِنْ ظَلامٍ يَحُولْ |
|
ثمَّ يأتي الصَّباحْ – وتَمُرُّ الفُصُولْ |
|
سوف يأتي رَبيعْ – إن تقضَّى رَبيعْ |
|
اسكُني يا جراحْ – واسكُتي يا شُجونْ |
|
ماتَ عَهْدُ النُّواحْ – وزَمَانُ الجُنُونْ |
|
وأَطَلَّ الصَّبَاحْ – مِنْ وراءِ القُرُونْ |
|
مِنْ وراءِ الظَّلامْ – وهديرِ المياهْ |
|
قَدْ دعاني الصَّباحْ – ورَبيعُ الحَيَاهْ |
|
يا لهُ مِنْ دُعاءْ – هزَّ قلبي صَداهْ |
|
لمْ يَعُدْ لي بقاءْ – فَوْقَ هذي البقاعْ |
|
الْوَداعَ الوَداعْ – يا جِبَالَ الهُمومْ |
|
يا ضَبابَ الأَسى – يا فِجاجَ الجحيمْ |
|
قَدْ جرى زَوْرَقي – في الخِضَّمِ العَظيمْ |
|
ونشرتُ القلاعْ – فالوَداعْ الوداعْ |