أخلاقُ مجدكَ جلتْ، ما لها خطرٌ ~ في البأسِ والجودِ بينَ العِلمِ والخبرِ
متوجٌ بالمعالي، فوقَ مفرقهِ ~ وفي الوَغي ضَيغَمٌ في صُورة ِ القمرِ
هو زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان النابغة الذبياني ولد في ديار غطفان و توفي في نجد, لقب بالنابغة لأنه نبغ في الشعر.
أخلاقُ مجدكَ جلتْ، ما لها خطرٌ ~ في البأسِ والجودِ بينَ العِلمِ والخبرِ
متوجٌ بالمعالي، فوقَ مفرقهِ ~ وفي الوَغي ضَيغَمٌ في صُورة ِ القمرِ
هذا غُلامٌ حَسَنٌ وجهُهُ ~ مستقبلُ الخيرِ، سريعُ التمام
للحارِثِ الأكبر، والحارثِ ~ الأصغرِ، والأعرجِ خيرِ الأنام
ثمّ لهندٍ، ولهندٍ، وقد ~ أسرع، في الخيراتِ، منه إمام
خمسة ُ آبائِهِمُ، ما هُمُ ~ همْ خيرُ من يشربُ صوبَ الغمام
ألمْ أقسمْ عليكَ لتخبرني ~ أمحمولٌ، على النعشِ، الهمام
فإني لا ألامُ على دخولٍ ~ و لكنْ ما وارءكَ يا عصامُ
فإنْ يهلكْ أبو قابوس يهلكْ ~ ربيعُ النّاسِ، والشّهرُ الحرامُ
ونمسكُ، بعدهُ، بذنابِ عيشٍ ~ أجَبِّ الظّهْرِ، ليسَ لهُ سنَامُ
إني كأني، لدى النعمانِ خبرهُ ~ بعضُ الأودّ حديثاً، غيرَ مَكذوبِ
بأنّ حِصنْاً وحَيّاً منْ بَني أسَدٍ ~ قاموا، فقالوا: حمانا غيرُ مقروبٍ
ضلتْ حلومهمُ عنهم، وغرهمُ ~ سنُّ المعيديّ غي رعيٍ وتغريبِ
قادَ الجيادَ منَ الجولانِ، قائظة ~ منْ بينِ منعلة ٍ تزجى، ومجنوبِ
حتى استغاثتْ بأهلِ الملحِ، ما طمعتْ ~ في منزلٍ، طعمَ نومٍ غيرَ تأويبِ
يَنضَحْنَ نَضْحَ المزادِ الوُفْرِ أتأقَها ~ شدُّ الرواة ِ بماءٍ، غيرِ مشروبِ
قُبُّ الأياطِلِ تَردي في أعِنّتِها ~ كالخاضِباتِ منَ الزُّعرِ الظّنابيبِ
شُعْتٌ، عليها مِساعيرٌ لِحَرْبِهِمُ ~ شُمُّ العَرانِينِ مِنْ مُرْدٍ ومن شِيبِ
وما بحصنٍ نعاسٌ، إذ تؤرقهُ ~ أصْواتُ حَيٍّ، علي الأمرارِ، مَحرُوبِ
ظَلّتْ أقاطيعُ أنعامٍ مُؤبَّلة ٍ ~ لدى صَليبٍ، على الزّوْراءِ، منصوبِ
فإذا وُقيتِ، بحمدِ اللَّهِ، شِرّتَها ~ فانجي، فَزارَ، إلى الأطوادِ، فاللُّوبِ
ولا تُلاقي كما لاقَتْ بَنو أسَدٍ، ~ فقدَ أصابَتْهُمُ منها بشُؤبُوبِ
لم يَبقَ غيرُ طَريدٍ غير مُنْفَلِتٍ ~ ومُوثَقٍ في حِبالِ القِدّ، مَسْلوبِ
أو حُرة ٍ كَمهَاة ِ الرّملِ قد كُبِلَتْ ~ فوقَ المعَاصِمِ منها، والعَراقيبِ
تدعو قعيناً وقد عضّ الحديدُ بها ~ عَضَّ الثّقافِ على صُمّ الأنابيبِ
مُستَشعِرينَ قدَ الفَوا، في ديارِهِمُ ~ دُعاءَ سُوعٍ، ودُعميٍّ، وأيّوبِ
اهاجَكَ، مِنُ سُعْداك، مَغنى المعاهدِ ~ بروضَة ِ نُعْمِيٍّ، فذاتِ الأساوِدِ
تعاورها الأرواحُ ينسفنَ تربها ~ وكلُّ مثلثٍ ذي أهاضيبَ، راعدِ
بها كلّ ذيالٍ وخنساءَ ترعوي ~ إلى كلّ رجافٍ، من الرملِ، فاردِ
عهدتُ بها سعدي غريرة ٌ ~ عَرُوبٌ، تَهادى في جَوارٍ خرائِدِ
لعمري، لنعمَ الحيّ صبحَ سرْ بنا ~ و أبياتنا، يوماً، بذاتِ المراودِ
يقودهمُ النعمانُ منهُ بمصحفٍ ~ وكيدٍ يغمّ الخارجيَّ، مناجدِ
وشيمة ِ لا وانٍ، ولا واهنِ القوى ~ وَجَدٍّ، إذا خابَ المُفيدونَ، صاعدِ
فآبَ بأبكارٍ وعونٍ عقائلٍ ~ أوانِسَ يَحمْيها امْرُؤٌ غيرُ زاهِدِ
يُخَطّطْنَ بالعيدانِ في كلّ مَقْعَدٍ ~ ويخبأنَ رمانَ الثديّ النواهدِ
ويضربْنَ بالأيْدي وراء بَراغِزٍ ~ حِسانِ الوُجوه، كالظّباءِ العواقِدِ
غرائِرُ لم يَلْقَيْنَ بأساء قَبلَها ~ لدى ابن الجلاحِ، ما يثقنَ بوافدِ
أصابَ بني غيظٍ، فأصحوا عبادهُ ~ وجَلّلَها نُعْمَى على غيرِ واحِدِ
فلا بُدّ من عوجاءَ تَهْوي براكِبٍ ~ إلى ابنِ الجُلاح، سيَرُها اللّيلَ قاصِدُ
تخبّ إلى النعمانِ، حتى تنالهُ ~ فِدى ً لكَ من رَبٍّ طريفي، وتالِدي
فسكنتَ نفسي، بعدما طارَ روحها ~ وألبَستَني نُعْمَى، ولستُ بشاهِدِ
وكنتُ امرأً لا أمدَحُ الدّهرَ سُوقَة ً ~ فلَسْتُ، على خَيرٍ أتاك، بحاسِدِ
سبَقْتَ الرّجالَ الباهِشيِنَ إلى العُلَى ~ كسبقِ الجوادِ اصطادَ قبل الطواردِ
علَوتَ مَعَدّاً نائِلاً ونِكايَة ً ~ فأنتَ، لغَيثِ الحمدِ، أوّلُ رائِدِ
كأنَّ قتودي، والنسوعُ جرى بها ~ مصكٌّ، يباري الجونَ، جأبٌ معقربُ
رعى الروضَ حتى نشتِ الغدرُ والتوتْ ~ برِجْلاتِها، قِيعانُ شرجٍ وأيهَبُ