| إنّ ابنَ يُوسُفَ مَحْمُودٌ خَلائِقُهُ | سِيئانِ مَعرُوفُهُ في الناسِ وَالمَطَرُ |
| هُوَ الشِّهابُ الّذي يُرْمى العَدُوُّ بِه | وَالمَشْرَفيُّ الّذي تَعصَى بهِ مُضَرُ |
| لا يَرْهَبُ المَوْتَ إنّ النّفسَ باسِلَةٌ | وَالرّأيُ مُجتَمعٌ وَالجُودُ مُنتَشِرُ |
| أحْيَا العِرَاقَ وَقَدْ ثَلّتْ دَعَائِمَهُ | عَمْيَاءُ صَمّاءُ لا تُبْقي ولا تَذَرُ |
الفرزدق
الفرزدق هو همام بن غالب بن صعصعة التميمي البصري ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظته, من شعراء العصر الأموي. ولد في بادية بني تميم و توفي في البصرة.
ألا كيف البقاء لباهلي
| ألا كَيْفَ البَقَاءُ لِبَاهِليٍّ | هَوَى بَينَ الفَرَزْدَقِ والجَحِيمِ |
| ألَسْتَ أصَمَّ أبْكَمَ بَاهِلِيّاً | مَسِيلَ قَرَارَةِ الحَسَبِ اللّئِيمِ |
| ألَسْتَ، إذا نُسِبْتَ لِبَاهِليٍّ | لأَلأَمَ مَنْ تَرَكّضَ في المَشِيمِ |
| وَهَلْ يُنْجي ابن نخبَةَ حِينَ يَعوِي | تَنَاوُلُ ذي السّلاحِ مِنَ النّجُومِ |
| ألَمْ نَتْرُكْ هَوَازِنَ حَيْثُ هَبّتْ | عَلَيْهِمْ رِيحُنَا مِثْلَ الهَشِيمِ |
| عَشِيّةَ لا قُتَيْبَةً مِنْ نِزَارٍ | إلى عَدَدٍ وَلا نَسَبٍ كَرِيمِ |
| عَشِيّةَ زَيّلَتْ عَنْهُ المَنَايَا | دِمَاءَ المُلْزَقِينَ مِنَ الصّميمِ |
| فَمَنْ يَكُ تارِكاً، ما كانَ، شَيئاً | فَإنّي لا أُضِيعُ بَني تَمِيمِ |
| أنَا الحَامي المُضَمَّنُ كُلَّ أمْرٍ | جَنَوْهُ مِنَ الحَدِيثِ مَعَ القَدِيمِ |
| فَإن قَدْ ضَمنْتُ على المَنَايَا | نَوَائِبَ كُلِّ ذي حَدَثٍ عَظِيمِ |
| وَقَدْ عَلِمَتْ مَعدُّ الفَضْلِ أنّا | ذَوُو الحسَبِ المُكَمَّلِ وَالحُلُومِ |
| وَأنّ رِمَاحَنَا تَأبَى وَتَحْمَى | على مَا بَينَ عالِيَةٍ وَرُومِ |
| حَلَفْتُ بِشُحّبِ الأجْسَامِ شُعْثٍ | قِيَامٍ بَينَ زَمْزَمَ وَالحَطِيمِ |
| لَقَدْ رَكِبَتْ هَوَازِنُ من هِجائي | على حَدْبَاءَ يَابِسَةِ العُقُومِ |
| نُصِرْنَا يَوْمَ لاقُوْنَا عَلَيْهِمْ | بِريحٍ في مَساكِنِهِمْ عَقِيمِ |
| وَهَلْ يَسْطِيعُ أبْكَمُ بَاهِليٌّ | زحَامَ الهادِيَاتِ مِنَ القُرومِ |
| فلا يَأتي المَسَاجِدَ بَاهِليٌّ | وَكَيْفَ صَلاةُ مَرْجُوسٍ رَجِيمِ |
وأنت للناس نور يستضاء به
| وَأَنتَ لِلناسِ نورٌ يُستَضاءُ بِهِ | كَما أَضاءَ لَنا في الظُلمَةِ اللَهَبُ |
| ألا تَرَى النّاس ما سكّنْتَهُمْ سكَنوا | وَإِن غَضِبتَ أَزالَ الإِمَّةَ الغَضَبُ |
| جاءتْ بِهِ حُرّةٌ كالشّمسِ طالِعَةً | لِلبَدرِ شيمَتُها الإِسلامُ وَالحَسَبُ |
| كَمْ مِنْ رَئيسٍ فَلى بالسّيفِ هامتَه | كَأنّهُ حِينَ وَلّى مُدْبِراً خَرَبُ |
رأيت العذارى قد تكرهن مجلسي
| رَأيْتُ العَذارَى قَدْ تَكَرّهن مجْلسي | وَقُلْنَ تَوَلّى عَنْكَ كُلّ شَبَابِ |
| يَنُرْنَ إذا هَازَلْتُهُنّ وَرُبّمَا | أرَاهُنّ في الإثْآرِ غَيرَ نَوَابي |
| عَتَبْنَ على فَقدِ الشّبابِ الذي مَضَى | فَقُلْتُ لَهُنّ لاتَ حِينَ عتابِ |
أتيتك من بعد المسير على الوجا
| أتَيْتُكَ من بُعْدِ المَسِيرِ عَلى الوَجَا | رَجاءَ نَوَالٍ مِنْكَ، يا ابنَ زِيَادِ |
| خَوَاضِعَ يَعْمِينَ اللُّغَامَ، كَأنّما | مَنَاسِمُهَا مَعْلُولَةٌ بِجِسَادِ |
لو جمعوا من الخلان ألفا
| لَوْ جَمَعُوا مِنَ الخِلاّنِ ألْفاً | فَقَالُوا أعْطِنا بِهمُ أبَانَا |
| لَقُلْتُ لَهمْ إذا لَغَبَنتمُوني | وَكَيفَ أبيع مَنْ شرَطَ الضّمانَا |
| خَلِيلٌ لا يَرَى المائَةَ الصّفَايَا | ولا الخَيلَ الجِيادَ وَلا القِيَانَا |
| عَطَاءً دُونَ أضْعَافٍ عَلَيها | وَيَعْلِفُ قِدْرَهُ العُبْطَ السّمَانَا |
| وَمَا أرْجُو لطَيْبَةَ غَيرَ رَبّي | وَغَيرَ ابنِ الوَلِيدِ بمَا أعَانَا |
| أعَانَ بِدَفْعَةٍ أرْضَتْ أبَاهَا | فَكَانَتْ عِنْدَهُ غَلَقاً رِهَانَا |
| لَئِنْ أخْرَجْتَ طَيْبَةَ مِنْ أبِيهَا | إليّ، لأرْفَعَنّ لَكَ العِنَانَا |
| كَمِدْحَةِ جَرْوَلٍ لِبَني قُرَيْعٍ | إذا مِنْ فيّ أُخْرِجُهَا لِسَانَا |
| وَأُمِّ ثَلاثَةٍ جَاءَتْ إلَيْكُمْ | بِهَا وَهُمٌ، مُحَاذِرَةً زَمَانَا |
| وَكَانُوا خَمْسَةً إثْنَانِ مِنهُمْ | لهَا، وَتَحَزُّماً كَانَا ثِبَانَا |
| وَكَانَتْ تَنْظُرُ العَوّا تُرَجّي | لأعْزَلهَا مَطَراً، فخَانَا |
| تَرَاكَ المُرْضِعَاتُ أباً وأُمّاً | إذا رَكِبَتْ بِآنُفِهَا الدّخَانَا |