| سَعَتْ لكَ صُورَتِي، وأَتاكَ شَخْصِي | وسارَ الظِّلُّ نحوكَ والجهاتُ |
| لأَنّ الرُّوحَ عِنْدَكَ وهْيَ أَصلٌ | وحيثُ الأَصلُ تَسْعَى المُلْحَقات |
| وهبها صورة ً من غيرِ روح | أليس من القبولِ لها حياة ُ ؟ |
أحمد شوقي
أحمد شوقي علي أحمد شوقي بك هو شاعر مصري أحد أعظم شعراء العصر الحديث ولقبه أمير الشعراء ولد و توفي في القاهرة.
لكم في الخطِّ سيَّارَهْ
| لكم في الخطِّ سيَّارَهْ | حديثُ الجارِ والجارهْ |
| أوفرلاندُ ينبيكَ | بها القُنْصُلُ طَمَّارَه |
| كسيَّارة ِ شارلوتْ | على السَّواقِ جبَّارَهْ |
| إذا حركها مالتْ | على الجنْبَيْنِ مُنْهَارَهْ! |
| وقد تَحْرُنُ أَحياناً | وتمشِي وحدَها تارَهْ |
| ولا تشبعها عينٌ | مِنَ البِنزين فوَّارَهْ |
| ولا تروى من الزيتِ | وإن عامتْ به الفاره |
| ترى الشارعَ في ذُعْرٍ | إذا لاحَتْ من الحاره |
| وصِبْياناً يَضِجُّونَ | كما يَلقَوْن طَيَّاره |
| فقد تمشي متى شاءتْ | وقد ترجِعُ مُختاره |
| قضى اللهُ على السوَّا | ق أن يجعلها داره! |
| يقضي يومهُ فيها | ويلقى الليلَ ما زاره! |
| أَدُنيا الخيلِ يامَكسِي | كدُنيا الناسِ غدّاره؟! |
| لق بدَّلك الدهرُ | من الإقبالِ إدباره |
| أَحَقٌّ أَنّ مَحجوباً | سَلا عنك بفَخَّاره؟ |
| وباعَ الأَبْلَقَ الحُرَّ | بأوفرلاند نعَّاره؟ |
تفدِّيك ـ يا مَكسُ ـ الجيادُ الصَّلادِمُ
| تفدِّيك ـ يا مَكسُ ـ الجيادُ الصَّلادِمُ | وتفدي الأُساة ُ النُّطْسُ مَن أَنت خادم |
| كأَنكَ ـ إن حاربتَ ـ فوْقكَ عنترٌ | وتحتَ ابن سينا أَنت حين تسالِمُ |
| ستجزى التماثيلَ التي ليس مثلها | إذا جاءَ يومٌ فيه تُجزَى البهائِم |
| فإنك شمسٌ، والجيادُ كواكبٌ | وإنك دينارٌ، وهنَّ الدراهم |
| مثالٌ بساحِ البرلمانِ منصبٌ | وآخرُ في بارِ اللوا لك قائم |
| ولا تظفرُ الأَهرامُ إلا بثالثٍ | مزاميرُ داودٍ عليه نواغمُ |
| وكم تدَّعي السودانَ يا مكس هازلاً | وما أَنت مُسْوَدٌّ، ولا أَنت قاتم |
| وما بكَ مما تُبصرُ العينُ شُهبة ٌ | ولكن مشيبٌ عجلته العظائم |
| كأنك خيلُ التركِ شابت متونها | وشابت نواصيها، وشاب القوائم |
| فيا ربَّ أيامٍ شهدتَ عصيبة ٍ | وقائعُها مشهورة ٌ والملاحِم! |
قل لابن سِينا: لا طَبيبَ
| قل لابن سِينا: لا طَبيـ | بَ اليومَ إلا الدرهمُ |
| هو قبلَ بقراطٍ وقبْـ | ـلَكَ للجِراحة ِ مَرْهم |
| والناسُ مُذ كانوا عليـ | ه دائرون وحوَّم |
| وبِسحْرِه تعلو الأَسا | فِلُ في العيونِ وتعظمُ |
| يا هل ترى الألفانِ وق | فٌ لا يُمسُّ ومَحرَم؟! |
| بنكُ السَّعيدِ عليهما | حتى القيامة ِ قيِّم |
| لا شيكَ يظهرُ في البنو | ك ولا حوالة َ تخصم ! |
| وأعفُّ منْ لاقيتَ يلق | ـاهُ فلا يتكرّم! |
بَرَاغِيثُ مَحجوب لم أَنسَها
| بَرَاغِيثُ مَحجوب لم أَنسَها | ولم أنسَ ما طعمتْ من دمي |
| تشقُّ خَراطيمُها جَوْرَبي | وتنفُذُ في اللحم والأَعظُمِ! |
| وكنتُ إذا الصَّيفُ راح احتجم | تُ فجاءَ الخريفُ فلم أحتجم |
| ترحِّبُ بالضَّيف فوقَ الط | ـقِ، فبابِ العيادة ِ فالسُّلَّم |
| قد انتشرت جوقة ً جوقة ً | كما رُشَّتِ الأَرضُ بالسِّمسِم! |
| وترقصُ رقصَ المواسي الحدادِ | على الجِلدِ، والعَلَقِ الأَسحم |
| بواكيرُ تطلعُ قبل الشِّتاءِ | وترفعُ ألوية َ الموسمِ |
| إذا ما ابن سينا رمى بلغماً | رأيتَ البراغيثَ في البلغم |
| وتُبصِرُها حول بيبا الرئيس | وفي شاربيهِ وحولَ الفم ! |
| وبينَ حفائرِ أسنانهِ | مع السُّوسِ في طلبِ المَطْعَم! |
يا ساكني مصر إنا لا نزال على
| يا ساكني مِصرَ إنّا لا نَزالُ على | عَهْدِ الوَفاءِ وإنْ غِبْنا مُقِيمِينَا |
| هَلاَّ بَعَثتُمْ لنا من ماءِ نَهرِكُمُ | شيئاً نَبُلُّ به أَحْشاءَ صادِينَا |
| كلُّ المَناهِلِ بَعدَ النِّيلِ آسِنَة ٌ | ما أَبْعَدَ النِّيلَ إلاّ عَنْ أَمانِينَا |