لمَّا دعا داعي أبي الأشباِ |
مبشِّراً بأولِ الأنجالِ |
سعَتْ سباعُ الأَرضِ والسماءِ |
وانعقد المجلسُ للهناءِ |
وصدرَ المرسومُ بالأمانِ |
في الأَرضِ للقاصي بها والدَّاني |
فضاقَ بالذيولِ صحنُ الدار |
من كلِّ ذي صوفٍ وذي منقار |
حتى إذا استكملَتِ الجمعيَّهْ |
نادى منادي اللَّيْث في المَعيَّهْ |
هل من خطيبٍ محسنٍ خبيرِ |
يدعو بطول العمر للأمير؟ |
فنهض الفيلُ المشيرُ السامي |
وقال ما يليقُ بالمقام |
ثم تلاه الثعلبُ السفيرُ |
ينشدُ، حتى قيلَ: ذا جرير |
واندفعَ القردَ مديرُ الكاسِ |
فقيلَ: أحسنتَ أبا نواسِ! |
وأَوْمأَ الحِمارُ بالعقيرَه |
يريدُ أَن يُشرِّفَ العشيره |
فقال: باسمِ خالِقِ الشعيرِ |
وباعثِ العصا إلى الحمير!… |
فأزعج الصوتُ وليَّ العهدِ |
فماتَ من رعديهِ في المهدِ |
فحملَ القومُ على الحمارِ |
بجملة ِ الأنيابِ والأظفار |
وانتُدبَ الثَّعلبُ لِلتأبينِ |
فقال في التعريضِ بالمسكينِ: |
لا جعَلَ الله له قرارا |
عاشَ حِماراً ومضى حمارا! |