| كان على بعضِ الدُّروبِ جَملُ | حَمَّلهُ المالكُ ما لا يُحملُ |
| فقال يا للنَّحسِ والشقاءِ | إن طال هذا لم يطلْ بقائي |
| لم تحمِلِ الجبالُ مثلَ حِملي | أظنُّ مولاي يريدُ قتلي |
| فجاءَهُ الثعلبُ من أَمامِهْ | وكان نالَ القصدُ من كلامهْ |
| فقال مهلاً يا أخا الأحمالِ | ويا طويلَ الباعِ في الجِمالِ |
| فأَنتَ خيرٌ من أَخيكَ حالا | لأَنني أَتعَبُ منك بالا |
| كأَن قُدّامِيَ أَلفَ ديكِ | تسألني عن دمها المسفوكِ |
| كأَنّ خَلفي أَلفَ أَلفِ أَرنبِ | إذا نهضتُ جاذبتني ذنبي |
| وربَّ أمٍّ جئتُ في مناخها | فجعتُها بالفتكِ في أَفراخِها |
| يبعثني منْ مرقدي بكاها | وأَفتحُ العيْن على شكواها |
| وقد عرفتَ خافيَ الأحمالِ | فاصبِرْ. وقلْ لأُمَّة ِ الجِمال |
| ليسَ بحملٍ ما يملُّ الظهرُ | ما الحملُ إلا ما يعافي الصَّدرُ |