| أَتى نبيَّ الله يوماً ثعلبُ | فقال: يا مولايَ، إني مذنبْ | 
| قد سوَّدتْ صحيفتي الذنوبُ | وإن وجدْتُ شافعاً أَتوب | 
| فاسألْ إلهي عفوهُ الجليلا | لتائبٍ قد جاءهُ ذليلا | 
| وإنني وإن أسأتُ السيرا | عملتُ شرَّا، وعملتُ خيرا | 
| فقد أتاني ذاتَ يومٍ أرنبُ | يرتَعُ تحتَ منزلي ويَلعَبُ | 
| ولم يكن مراقِبٌ هُنالكا | لكنَّني تَركتُهُ معْ ذلكا | 
| إذ عفتُ في افتراسهِ الدناءهْ | فلم يصلهُ من يدي مساءهْ | 
| وكان في المجلس ذاكَ الأرنبُ | يسمعُ ما يبدي هناكَ الثعلبُ | 
| فقال لمَّا انقطعَ الحديثُ: | قد كان ذاكَ الزهدُ يا خبيث | 
| وأنت بينَ الموتِ والحياة ِ | من تُخمة ٍ أَلقتْك في الفلاة ِ! |