| أما إنهُ ربعُ الصبا ومعالمهْ | فلاَ عذرَ إنْ لمْ ينفذِ الدمعَ ساجمهْ |
| لئنْ بتَّ تبكيهِ خلاءً فطالما | نعمتَ بهِ ، دهراً ، وفيهِ نواعمهْ |
| رياحٌ عفتهُ ، وهي أنفاسُ عاشقٍ | وَوَبْلٌ سَقاهُ، وَالجُفُونُ غَمائِمُهُ |
| وَظَلاّمَة ٍ، قَلّدْتُهَا حُكمَ مُهجتي، | ومنْ ينصفُ المظلومَ والخصمُ حاكمهْ ؟ |
| مهاة ٌ ، لها منْ كلِّ وجهٍ مصونهُ، | وَخوْدٌ لهَا مِنْ كُلّ دَمعٍ كَرَائِمُهْ |
| وليلٍ كفرعيها قطعتُ وصاحبي | رَقيقُ غِرَارٍ، مِخذَمُ الحدّ صَارِمُهْ |
| تَغُذّ بيَ القَفْرَ الفَضَاءَ شِمِلّة ٌ | سواءٌ عَلَيْها نَجْدُه وَتَهَائِمُهْ |
| تصاحبني آرامهُ وظباؤهُ ، | وتؤنسني أصلالهُ وأراقمهْ |
| وَأيُّ بِلادِ الله لَمْ أنْتَقِلْ بِهَا! | وَلا وَطِئَتْها مِنْ بَعِيري مَنَاسمُهْ! |
| وَنَحْنُ أُنَاسٌ، يَعلَمُ الله أنّنا، | وَخوْدٌ لهَا مِنْ كُلّ دَمعٍ كَرَائِمُهْ |
| إذَا وُلِدَ المَوْلُودُ مِنّا فَإنْمَا الْـ | وَتُؤنِسُني أصْلالُه وَأرَاقِمُهْ |
| إلا مبلغٌ عني ، ابنَ عمي ، رسالة ً | بَثَثْتُ بهَا بَعضَ الذي أنَا كاتِمُهْ |
| أيا جافياً ! ما كنتُ أخشى جفاؤهُ | وإنْ كثرتْ عذالهُ ، ولوائمهْ |
| كذلكَ حظي منْ زماني وأهلهِ | يُصَارِمُني الخِلُّ الذي لا أُصَارِمُهْ |
| وإنْ كنتُ مشتاقاً إليكَ فإنهُ | ليشتاقُ صبَّ إلفهِ ، وهوَ ظالمهْ |
| أوَدُّكَ وُدّاً، لا الزّمَانُ يُبِيدُهُ، | وَلا النّأيُ يُفنِيهِ، وَلا الهَجرُ ثَالِمُهْ |
| وأنتَ وفيُّ لا يذمُّ وفاؤهُ ، | وَأنتَ كرِيمٌ ليس تُحصَى مكارِمُهْ |
| أُقِيمَ بِهِ أصْلُ الفَخَارِ وَفَرْعُهُ، | وشُدّ بِهِ رُكْنُ العُلا، وَدَعَائِمُهْ |
| أخو السيفِ تعديهِ نداوة ُ كفهِ | فيحمرُّ خداهُ ، ويخضرُ قائمهْ |
| أعِندَكَ لِي عُتْبَى فأحمِلَ ما مَضَى | وَأبْني رُوَاقَ الوُدّ، إذْ أنتَ هادِمُهْ |