نفسي فداؤكَ ـ قدْ بعثـ | ـتُ بعهدتي بيدِ الرسولِ |
أهْدَيْتُ نَفْسِي، إنّمَا | يُهْدَى الجَلِيلُ إلى الجَليلِ |
وَجَعَلْتُ مَا مَلَكَتْ يَدِي، | بُشْرَى المُبَشِّرِ بِالقَبُولِ |
أبو فراس الحمداني
أبو فراس الحمداني و إسمه الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الربعي هو شاعر من العصر العباسي ولد في الموصل وتوفي في حمص.
غنى النفسِ ، لمنْ يعقلُ
غنى النفسِ ، لمنْ يعقـ | ـلُ، خَيرٌ مِنْ غِنى المَالِ! |
وَفَضْلُ النّاسِ، في الأنْفُـ | ـسِ، لَيسَ الفَضْلُ في الحَال |
يَلُوحُ بِسِيماهُ الفَتى من بَني أبي
يَلُوحُ بِسِيماهُ الفَتى من بَني أبي، | وَتَعْرِفُهُ مِنْ غَيْرِهِ بِالشّمَائِلِ |
مفدى ، مردى ؛ يكثرُ الناسُ حولهُ | طَوِيلُ نِجادِ السّيفِ، سَبطُ الأنامِل |
ألا للهِ ، يومُ الدارِ يوماً
ألا للهِ ، يومُ الدارِ يوماً | بَعِيدَ الذّكْرِ، مَحْمُودَ المَآلِ |
تركتُ بهِ نساءَ ” بني كلابٍ ” ، | فواركَ ، ما يُرغنَ إلى الرجالِ |
تركنا الشبخَ ، شيخَ” بني قريظٍ “ | ببطنِ القاعِ ممنوعَ الذمالِ |
مُقَاطِعَة ٌ أحِبّتُهُ، وَلَكِنْ | يبيتُ منَ الخوامعِ في وصالِ |
تخفُ إذا تطاردنا ” كلابٌ “؛ | فكيف بها إذا قلنا نزالِ |
تَرَكْنَاهَا، وَلَمْ يُتْرَكْنَ إلاّ | لأبناءِ العمومة ِ ، والخوالي ! |
فلمْ ينهضنَ عنْ تلكَ الحشايا ؛ | وَلَمْ يَبْرُزْنَ مِنْ تِلكَ الحِجَالِ |
إذا كان فضلي لا أسوغ نفعه
إذا كانَ فضلي لا أسوغُ نفعهُ | فَأفضَلُ مِنْهُ أنْ أُرَى غَيرَ فَاضِلِ |
ومنْ أضيعِ الأشياءِ مهجة ُ عاقلٍ | يجوزُ على حوبائها حكمُ جاهلِ |
هواكَ هوايَ ، على كلِّ حالِ
هواكَ هوايَ ، على كلِّ حالِ | وَإنْ مَسَّنِي فِيكَ بَعضُ المَلالِ |
وكمْ لكَ عنديَ منْ غدرة ٍ ، | وقولٍ ، تكذبهُ بالفعالِ ! |
وَوَعْدٍ يُعَذَّبُ فِيهِ الكَرِيمُ | إمّا بِخُلْفٍ، وَإمّا مِطَالِ |
صَبَرْنَا لِسُخْطِكَ، صَبرَ الكرَامِ، | فهذا رضاكَ ، فهلْ منْ نوالِ ؟ |
وَذُقْنَا مَرَارَة َ كأسِ الصّدُودِ، | فَأينَ حَلاوَة ُ كَأسِ الوِصَالِ؟ |