لحبكَ منْ قلبي حمى لا يحلهُ | سواكَ ، وعقدٌ ليسَ خلقٌ يحلهُ |
وَقَدْ كُنتَ أطْلَقتَ المُنَى لي بمَوْعِدٍ | و قدرتَ لي وقتاً ، وهذا محلهُ ! |
ففي أيِّ حكمٍ ؟ أو على أيِ مذهبٍ | تُحِلّ دَمي؟ وَالله لَيسَ يُحِلّهُ! |
أبو فراس الحمداني
أبو فراس الحمداني و إسمه الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الربعي هو شاعر من العصر العباسي ولد في الموصل وتوفي في حمص.
أفرُّ منَ السوء لا أفعلهْ
أفرُّ منَ السوء لا أفعلهْ | وَمِنْ مَوْقِفِ الضّيْمِ لا أقْبَلُهْ |
وَقُرْبَى القَرَابَة ِ أرْعَى لَهَا، | وَفَضْلُ أخي الفَضْلِ لا أجْهَلُهْ |
و أبذلُ عدليَ للأضعفينَ ؛ | و للشامخِ الأنفِ لا أبذلهْ |
وذاك لأني شديد الاباء | آكل لحمي ولا اوكله |
و أحسنُ ما كنت بقيا إذا | أنالني اللهُ ما آملهْ |
وَقَدْ عَلِمَ الحَيُّ، حَيّ الضِّبابِ، | و أصدقُ قيلِ الفتى أفضلهْ |
بأني كففتُ ، وأني عففتُ ، | و إنْ كرهَ الجيشُ ما أفعلهْ |
وَقَدْ أُرْهِقَ الحَيّ، مِنْ خَلفِهِ | و أوقفَ، خوفَ الردى ، أولهْ |
فعادتْ ” عديُّ ” بأحقادها ، | وَقَدْ عَقَلَ الأمْرُ مَنْ يَعْقِلُهْ |
يا حَسرَةً ما أَكادُ أَحمِلُها
يا حَسرَةً ما أَكادُ أَحمِلُها | آخِرُها مُزعِجٌ وَأَوَّلُها |
عَليلَةٌ بِالشَآمِ مُفرَدَةٌ | باتَ بِأَيدي العِدى مُعَلِّلُها |
تُمسِكُ أَحشاءَها عَلى حُرَقٍ | تُطفِئُها وَالهُمومُ تُشعِلُها |
إِذا اِطمَأَنَّت وَأَينَ أَو هَدَأَت | عَنَّت لَها ذُكرَةٌ تُقَلقِلُها |
تَسأَلُ عَنّا الرُكبانَ جاهِدَةً | بِأَدمُعٍ ماتَكادُ تُمهِلُها |
يامَن رَأى لي بِحِصنِ خِرشَنَةٍ | أُسدَ شَرىً في القُيودِ أَرجُلُها |
يامَن رَأى لي الدُروبَ شامِخَةً | دونَ لِقاءِ الحَبيبِ أَطوَلُها |
يامَن رَأى لي القُيودَ موثَقَةٌ | عَلى حَبيبِ الفُؤادِ أَثقَلُها |
يا أَيُّها الراكِبانِ هَل لَكُما | في حَملِ نَجوى يَخِفُّ مَحمَلُها |
قولا لَها إِن وَعَت مَقالَكُما | وَإِنَّ ذِكري لَها لَيُذهِلُها |
يا أُمَّتا هَذِهِ مَنازِلُنا | نَترِكُها تارَةً وَنَنزِلُها |
يا أُمَّتا هَذِهِ مَوارِدُنا | نَعُلُّها تارَةً وَنُنهَلُها |
أَسلَمَنا قَومُنا إِلى نُوَبٍ | أَيسَرُها في القُلوبِ أَقتَلُها |
وَاِستَبدَلوا بَعدَنا رِجالَ وَغىً | يَوَدُّ أَدنى عُلايَ أَمثَلُها |
لَيسَت تَنالُ القُيودُ مِن قَدَمي | وَفي اِتِّباعي رِضاكَ أَحمِلُها |
ياسَيِّداً ماتُعَدُّ مَكرُمَةٌ | إِلّا وَفي راحَتَيهِ أَكمَلُها |
لاتَتَيَمَّم وَالماءُ تُدرِكُهُ | غَيرُكَ يَرضى الصُغرى وَيَقبَلُها |
إِنَّ بَني العَمِّ لَستَ تَخلُفُهُم | إِن عادَتِ الأُسدُ عادَ أَشبُلُها |
أَنتَ سَماءٌ وَنَحنُ أَنجُمُها | أَنتَ بِلادٌ وَنَحنُ أَجبُلُها |
أَنتَ سَحابٌ وَنَحنُ وابِلُهُ | أَنتَ يَمينٌ وَنَحنُ أَنمُلُها |
بِأَيِّ عُذرٍ رَدَدتَ والِهَةً | عَلَيكَ دونَ الوَرى مُعَوَّلُها |
جاءَتكَ تَمتاحُ رَدَّ واحِدِها | يَنتَظِرُ الناسُ كَيفَ تُقفِلُها |
سَمَحتَ مِنّي بِمُهجَةٍ كَرُمَت | أَنتَ عَلى يَأسِها مُؤَمَّلُها |
إِن كُنتَ لَم تَبذِلِ الفِداءَ لَها | فَلَم أَزَل في رِضاكَ أَبذِلُها |
تِلكَ المَوَدّاتُ كَيفَ تُهمِلُها | تِلكَ المَواعيدُ كَيفَ تُغفِلُها |
تِلكَ العُقودُ الَّتي عَقَدتَ لَنا | كَيفَ وَقَد أُحكِمَت تُحَلِّلُها |
أَرحامُنا مِنكَ لِم تُقَطِّعُها | وَلَم تَزَل دائِباً تُوَصِّلُها |
أَينَ المَعالي الَّتي عُرِفتَ بِها | تَقولُها دائِماً وَتَفعَلُها |
ياواسِعَ الدارِ كَيفَ توسِعُها | وَنَحنُ في صَخرَةٍ نُزَلزِلُها |
ياناعِمَ الثَوبِ كَيفَ تُبدِلُهُ | ثِيابُنا الصوفُ مانُبَدِّلُها |
ياراكِبَ الخَيلِ لَو بَصُرتَ بِنا | نَحمِلُ أَقيادُنا وَنَنقُلُها |
رَأَيتَ في الضُرِّ أَوجُهاً كَرُمَت | فارَقَ فيكَ الجَمالَ أَجمَلُها |
قَد أَثَّرَ الدَهرُ في مَحاسِنِها | تَعرِفُها تارَةً وَتَجهَلُها |
فَلا تَكِلنا فيها إِلى أَحَدٍ | مُعِلُّها مُحسِناً يُعَلِّلُها |
لايَفتَحُ الناسُ بابَ مَكرُمَةٍ | صاحِبُها المُستَغاثُ يُقفِلُها |
أَيَنبَري دونَكَ الكِرامُ لَها | وَأَنتَ قَمقامُها وَأَحمَلُها |
وَأَنتَ إِن عَنَّ حادِثٌ جَلَلٌ | قُلَّبُها المُرتَجى وَحُوَّلُها |
مِنكَ تَرَدّى بِالفَضلِ أَفضَلُها | مِنكَ أَفادَ النَوالَ أَنوَلُها |
فَإِن سَأَلنا سِواكَ عارِفَةً | فَبَعدَ قَطعِ الرَجاءِ نَسأَلُها |
إِذا رَأَينا أولى الكِرامِ بِها | يُضيعُها جاهِداً وَيُهمِلُها |
لَم يَبقَ في الناسِ أُمَّةٌ عُرِفَت | إِلّا وَفَضلُ الأَميرِ يَشمَلُها |
نَحنُ أَحَقُّ الوَرى بِرَأفَتِهِ | فَأَينَ عَنّا وَأَينَ مَعدِلُها |
يامُنفِقَ المالِ لايُريدُ بِهِ | إِلّا المَعالي الَّتي يُؤَثِّلُها |
أَصبَحتَ تَشري مَكارِماً فُضُلاً | فِداؤُنا قَد عَلِمَت أَفضَلُها |
لايَقبَلُ اللَهُ قَبلَ فَرضِكَ ذا | نافِلَةً عِندَهُ تُنَفِّلُها |
أي اصطبارٍ ليسَ بالزائلِ ؟
أي اصطبارٍ ليسَ بالزائلِ ؟ | و أيُّ دمعٍ ليسَ بالهاملِ ؟ |
إنا فجعنا بفتى ” وائلٍ | لمَّـا فجعنا ” بأبي وائلِ “ |
المشتري الحمدَ بأموالهِ ، | والبائعِ النائلَ بالنائلِ |
مَاذا أرَادَتْ سَطَوَاتُ الرّدَى | بِالأسَدِ ابنِ الأسَدِ، البَاسِلِ؟ |
السّيّد ابنِ السّيّدِ، المُرْتَجَى ، | والعالمِ ابنِ العالمِ ، الفاضلِ! |
أقسمتُ : لو لمْ يحكهِ ذكرهُ | رجعنَ عنهُ بشبا ثاكلِ |
كَأنّما دَمْعِي، مِنْ بَعْدِهِ | صوبُ سحابٍ واكفٍ ، وابلِ |
مَا أنَا أبْكِيهِ، وَلَكِنّمَا | تبكيهِ أطرافُ القنا الذابلِ |
ما كانَ إلاَّ حدثاً نازلاً ، | موكلاً بالحدثِ النازلِ |
دَانٍ إلى سُبْلِ النّدَى وَالعُلا، | نَاءٍ عَنِ الفَحْشَاءِ وَالبَاطِلِ |
أرى المعالي ، إذْ قضى نحبهُ ، | تبكي بكاءَ الوالهِ ، الثاكلِ |
الأسَدُ البَاسِلُ، وَالعَارِضُ الـ | ـهاطلُ ، عندَ الزمنِ الماجلِ |
لوْ كانَ يفدي معشرٌ هالكاً | فَدَاهُ مِنْ حافٍ، وَمِنْ نَاعِلِ |
فَكَمْ حَشَا قَبرَكَ مِنْ رَاغِبٍ! | وَكَمْ حَشَا تُرْبَكَ مِنْ آمِلِ! |
سقى ثرى ، ضمَّ ” أبا وائلٍ ” ، | صوبُ عطايا كفهِ الهاطلِ ! |
لا درَّ درُّ الدهرِ – ما بالهُ | حمّلَني مَا لَسْتُ بِالحَامِلِ؟ |
كانَ ابنُ عَمّي، إنّ عَرَا حادثٌ، | كاللّيْثِ، أوْ كالصّارِم الصّاقِلِ |
كَانَ ابنُ عَمّي عالِماً، فاضِلاً، | والدهرُ لا يبقي على فاضلِ |
كانَ ابنُ عَمّي بَحرَ جُودٍ طمى | لكنهُ بحرٌ بلا ساحلِ |
منْ كانَ أمسى قلبهُ خالياً | فَإنّني في شُغُلٍ شَاغِلِ |
ضلال مارأيتُ منَ الضلالِ
ضلال مارأيتُ منَ الضلالِ | معاتبة ُ الكريمِ على النوالِ |
وَإنّ مَسامعي، عَن كلّ عَذْلٍ، | لفي شغلٍ بحمدٍ أو سؤالِ |
ولا واللهِ ، ما بخلت يميني ، | وَلا أصْبَحْتُ أشْقَاكُمْ بِمَالي |
ولا أمسي يحكَّمُ فيهِ يعدي | قليلُ الحمدِ ، مذمومُ الفعالِ |
ولكني سأفنيهِ ، وأقني | ذخائِرَ مِنّ ثَوَابٍ أوْ جَمَالِ |
وَللوُرّاثِ إرْثُ أبي وَجَدّي، | جيادُ الخيلِ والأسلِ الطوالِ |
وَمَا تَجْني سَرَاة ُ بَني أبِينَا | سوى ثمراتِ أطرافِ العوالي |
ممالكنا مكاسبنا ، إذا ما | تَوَارَثَهَا رِجَالٌ عَنْ رِجَالِ |
إذا لمْ تمسِ لي نارُ فإني | أبِيتُ، لنارِ غَيرِي، غَيرَ صَالِ |
أوَيْنَا، بَينَ أطْنَابِ الأعَادي، | إلى بلدٍ ، منَ النصارِ خالِ |
نَمُدّ بُيُوتَنَا، في كُلّ فَجٍّ، | بِهِ بَينَ الأرَاقِمِ وَالصِّلالِ |
نعافُ قطونهُ ، ونملُّ منهُ، | وَيَمْنَعُنَا الإبَاءُ مِنَ الزِّيَالِ |
مخافة َ أنْ يقالَ ، بكلِ أرضٍ : | بَنُو حَمْدَانَ كَفّوا عَن قِتَالِ |
أسَيْفَ الدّوْلَة ِ المَأمُولَ، إني | عن الدنيا ، إذا ما عشتَ ، سالِ |
ومنْ ورد َالمهالكَ لم ترعهُ | رزايا الدهرِ في أهلٍ ومالِ |
إذا قضي الحمامُ عليَّ ، يوماً | فَفي نَصْرِ الهُدى بِيَدِ الضَّلالِ |
مَخَافَة َ أن يُقَالَ، بكُلّ أرْضٍ: | فَلَيْسَ عَلَيْكَ خَائِنَة ُ اللّيَالي |
وَأنْتَ أشَدّ هَذَا النّاسِ بَأساً، | بِهِ بَينَ الأرَاقِمِ وَالصِّلالِ |
وَأهْجَمُهُمْ عَلى جَيْشٍ كثيفٍ | وأغورهمْ على حيٍّ حلالِ |
ضربتَ فلمْ تدعْ للسيفِ حداً | وجلتَ بحيثُ ضاقَ عنِ المجالِ |
فقُلتَ، وَقد أظَلّ المَوْتُ: صَبراً! | وإنَّ الصبرَ عندَ سواكَ غالِ |
ألا هَلْ مُنْكِرٌ يَابْنَيْ نِزَارٍ، | مقامي ، يومَ ذلكَ، أو مقالي؟ |
ألمْ أثبتْ لها ، والخيلُ فوضى ، | بحيثُ تخفُّ أحلامُ الرجالِ؟ |
تَرَكْتُ ذَوَابِلَ المُرّانِ فِيهَا | مُخَضَّبَة ً، مُحَطَّمَة َ الأعَالي |
وَعُدْتُ أجُرّ رُمْحي عَن مَقَامٍ، | تحدثُ عنهُ رباتُ الحجالِ |
وَقَائِلَة ٍ تَقُولُ: جُزِيتَ خَيراً | لقدْ حاميتَ عنْ حرمِ المعالي ! |
وَمُهرِي لا يمَسّ الأرْضَ، زَهواً، | كَأنّ تُرَابَهَا قُطْبُ النّبَالِ |
كأنَّ الخيلَ تعرفُ منْ عليها ، | فَفي بَعضٍ عَلى بَعضٍ تُعَالي |
رَخِيصٍ عِندَهُ المُهَجُ الغَوَالي | |
فإنْ عِشْنا ذَخَرْنَاهَا لأخْرَى ، | وَإنْ مُتْنَا فَمَوْتَاتُ الرّجَالِ |
فلمَّا رأتنا اجفلت كل مُجفلِ فبين قتيلٍ بالدماء مُضَرَّجٍ، إبَاءٌ إبَاءُ البَكْرِ، غَيرُ مُذَلَّلِ
فلمَّا رأتنا اجفلت كل مُجفلِ فبين قتيلٍ بالدماء مُضَرَّجٍ، إبَاءٌ إبَاءُ البَكْرِ، غَيرُ مُذَلَّلِ، | وعزمٌ كحدِّ السيفِ ، غيرُ مفللِ |
أأُغْضِي عَلى الأمْرِ، الذي لا أُرِيدُهُ، | وَلَمّا يَقُمْ بِالعُذْرِ رُمحِي وَمُنْصُلي |
أبى اللهُ ، والمهرُ المنيعيُّ ، والقنا ، | وَأبْيَضُ وَقّاعٌ عَلى كلّ مَفصِلِ |
وَفِتْيَانُ صِدْقٍ من غَطارِيفِ وَائِلٍ | إذا قيلَ ركبُ الموتِ قالوا لهُ : انزلِ |
يَسُوسُهُمُ بِالخَيْرِ وَالشّرّ مَاجِدٌ، | جَرْورٌ لأِذْيَالِ الخَمِيسِ المُذَيَّلِ |
لهُ بطشُ قاسٍ ، تحتهُ قلبُ راحمٍ ، | ومنعُ بخيلٍ ، بعدهُ بذلُ مفضلِ |
وعزمة ُ خراجٍ منَ الضيمِ ، فاتكٍ ، | وَفيٍّ، أبيٍّ، يأخُذُ الأمْرَ من عَلِ |
عزوفٌ ، أنوفٌ ، ليسَ يقرعُ سنهُ، | جريءٌ، متى يعزمْ على الأمرِ يفعلِ |
شَدِيدٌ عَلى طَيّ المَنَازِلِ صَبْرُهُ، | إذا هوَ لمْ يظفرْ بأكرمِ منزلِ |
بِكُلّ مُحَلاّة ِ السّرَاة ِ بِضَيْغَمٍ، | وكلِّ معلاة ِ الرحالِ بأحدلِ |
كَأنّ أعَالي رَأسِهَا وَسَنَامِهَا | منارة ُ قسيسٍ ، قبالة َ هيكلِ |
سريتُ بها، منْ ساحلِ البحرِ، أغتد | على ” كفر طاب”، صوبها لمْ يحولِ |
وقدمتً نذري أنْ يقولوا : غدرتنا | وأقبلتُ ، لمْ أرهقْ ، ولمْ أتحيلِ |
إلى عربٍ ، لا تختشي غلبَ غالبٍ ، | وَفيٍّ، أبيٍّ، يأخُذُ الأمْرَ من عَلِ |
تَوَاصَتْ بِمُرّ الصّبْرِ، دونَ حريمها | |
وَفيٍّ، أبيٍّ، يأخُذُ الأمْرَ من عَلِ | |
فَلَمّا أطَعتُ الجَهلَ وَالغَيظَ، ساعَة ً، | دَعَوْتُ بحلمي: أيّها الحِلمُ أقْبِلِ! |
بُنَيّاتُ عَمّي هُنّ، لَيسَ يَرَينَني: | بَعيدَ التّجَافي، أو قَلِيلَ التّفَضُّلِ |
شِفِيعُ النّزَارِيّاتِ، غَيرُ مُخَيَّبٍ، | وداعي النزارياتِ ، غيرُ مخذلِ |
رَدَدتُ، برَغمِ الجَيشِ، ما حاز كلَّهُ، | وَكَلّفْتُ مَالي غُرْمَ كُلّ مُضَلِّلِ |
فأصبحتُ، في الأعداءِ ، أيَّ ممدحٍ | وإنْ كنتُ في الأصحابِ ، أيَّ معذلِ |
مضى فارسُ الحيينِ “زيدُ بنُ منعة ٍ “ | ومنْ يدنُ منْ نارِ الوقيعة ِ يصطلِ |
وقرما ” بني البنا : تميمُ بنِ غالبِ “ | همامانِ ، طعانانِ في كلِّ جحفلِ |
وَلَوْ لمُ تَفُتْني سَوْرَة ُ الحَرْبِ فيهِما | جَرَيْتُ عَلى رَسْمٍ من الصّفحِ أوّلِ |
وعدتُ ، كريمَ البطشِ، والعفوِ ، ظافراً ، | أُحَدِّثُ عَنْ يَوْمٍ أغَرّ، مُحَجَّلِ |