مَا زِلْتَ تَسْعَى بِجِدٍّ، | برغمِ شانيكَ ، مقبلْ |
تَرَى لِنَفْسِكَ أمْرَاً، | و ما يرى اللهُ أفضل |
أبو فراس الحمداني
أبو فراس الحمداني و إسمه الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الربعي هو شاعر من العصر العباسي ولد في الموصل وتوفي في حمص.
قدْ عذُبَ الموتُ بأفواهنا
قدْ عذُبَ الموتُ بأفواهنا | والموتُ خيرٌ منْ مقامِ الذليلْ |
إنّا إلى الله، لِمَا نَابَنَا، | و في سبيل اللهِ خيرِ السبيل ! |
قِفْ في رُسُومِ المُسْتَجَا
قِفْ في رُسُومِ المُسْتَجَا | بِ وَحَيّ أكْنَافَ المُصَلّى ! |
فـ” الجوسقِ ” الميمونِ ، فـ” السـ | قيا” بها ، فالنهر أعلى ! |
تلكَ المنازلُ ، والملا | عبُ ، لا أراها اللهُ محلا ! |
أوطنتها زمنَ الصبا ؛ | وَجَعَلْتُ مَنْبِجَ لي مَحَلاَّ |
حيثُ التفتَّ رأيتَ ما | ءً سَابِحاً، وَسَكَنْتُ ظِلاً |
ترَ دارَ ” وادي عينِ قا | صرَ” منزلاً رحباً ، مطلاَّ |
وَتَحُلّ بِالجِسْرِ الجِنَا | نَ ، وتسكنِ الحصنَ المعلى |
تَجْلُو عَرَائِسُهُ لَنَا | هَزْجَ الذّبَابِ إذَا تَجَلّى |
و إذا نزلنا بـ “السوا | جيرِ” اجتنينا العيشَ سهلاَ |
والماءُ يفصلُ بينَ زهـ | رِ الروضِ ، في الشطينِ، فصلا |
كَبِسَاطِ وَشْيٍ، جَرّدَتْ | أيْدِي القُيُونِ عَلَيْهِ نَصْلاَ |
مَنْ كَانَ سُرّ بِمَا عَرَا | ني ، فليمتْ ضراً وهزلاَ |
لَمْ أخْلُ، فِيمَا نَابَني، | منْ أنْ أعزَّ ، وأنْ أجلاَّ |
رُعْتُ القُلُوبَ، مَهَابَة ً، | وَمَلأتُهَا، فَضْلاً وَنُبْلاَ |
ما غضَّ مني حادثٌ؛ | وَالقَرْمُ قَرْمٌ، حَيْثُ حَلاّ |
أنَّى حللتُ فإنما | يدعوني السيفَ المحلَّى |
فَلَئِنْ خَلَصْتُ فَإنّني | شرقُ العدا ، طفلاً وكهلاَ |
ما كنتُ إلا السيفَ ، زا | دَ عَلى صُرُوفِ الدّهرِ صَقلاَ |
ولئنْ قتلتُ ، فإنما | موتُ الكرامِ الصيدِ قتلاَ |
يغترُّ بالدنيا الجهو | لُ، وَلَيسَ في الدّنيا مُمَلاّ! |
أجْمِلي يَا أُمّ عَمْرٍو
أجْمِلي يَا أُمّ عَمْرٍو، | زَادَكِ الله جَمَالاَ |
لا تَبِيعِيني بِرُخْصٍ؛ | إنَّ في مثلي يغالى ! |
أنَا، إنْ جُدْتِ بِوَصْلٍ، | أحسنُ العالمِ حالاَ ! |
أأبَا العَشَائِرِ، إنْ أُسِرْتَ فَطَالَمَا
أأبَا العَشَائِرِ، إنْ أُسِرْتَ فَطَالَمَا | أسرتْ لكَ البيضُ الخفافُ رجالاَ! |
لمّا أجَلْتَ المُهْرَ، فَوْقَ رُؤوسِهِمْ، | نسجتْ لهُ حمرُ الشعورِ عقالاَ |
يا مَنْ إذا حَمَلَ الحصَانَ على الوَجى | قالَ: اتخذْ حبكَ التريكِ نعالاَ |
ما كُنتَ نُهزَة َ آخِذٍ، يَوْمَ الوَغَى ، | لَوْ كُنْتَ أوْجَدتَ الكُمَيتَ مجَالاَ |
حملتكَ نفسُ حرة ٌ وعزائمٌ ، | قصَّرنَ منْ قللِ الجبالِ طوالاَ |
وَرَأيْنَ بَطْنَ العَيرِ ظَهْرَ عُرَاعِرٍ، | وَالرّومَ وَحْشاً، وَالجِبَالَ رِمَالاَ |
أخَذُوكَ في كَبِدِ المَضَايِقِ، غِيلَة ً، | مِثْلَ النّسَاءِ، تُرَبِّبُ الرّئْبَالاَ |
ألاَّ دَعَوْتَ أخَاكَ، وَهْوَ مُصَاقِبٌ | يكفي العظيمَ ، ويدفعُ ، الأهوالاَ؟ |
ألاَّ دَعَوْتَ أبَا فِرَاسٍ، إنّهُ | مِمّنْ إذَا طَلَبَ المُمَنَّعَ نَالاَ؟ |
وردتْ ، بعيدَ الفوتِ ، أرضكَ خيلهُ، | سَرْعَى ، كَأمْثَالِ القَطَا أُرْسَالاَ |
زللٌ منَ الأيامِ فيكَ ، يقيلهُ | مَلِكٌ إذَا عَثَرَ الزّمَانُ أقَالاَ |
ما زالَ ” سيفُ الدولة ِ ” القرمَ ، الذي | يَلْقَى العَظِيمَ، وَيَحْمِلُ الأثْقَالاَ |
بالخيلِ ضمراً ، والسيوفِ قواضباً ، | و السمرِ لدناً ، والرجالِ عجالاَ |
وَمُعَوَّدِ فَكَّ العُنَاة ِ، مُعَاوِدٍ | قَتْلَ العُدَاة ِ، إذا اسْتَغارَ أطَالاَ |
صفنا ” بخرشنة ٍ ” وقطعنا الشتا ، | و بنو البوادي في “قميرَ ” حلالاَ |
وَسَمَتْ بِهِمْ هِمَمٌ إلَيْكَ مُنِيفَة ٌ | لكنهُ حجرَ الخليجِ وجالاَ |
وَغَداً تَزُورُكَ بِالفِكَاكِ خُيُولُهُ، | مُتَثَاقِلاتٍ، تَنْقُلُ الأبْطَالاَ |
إنَّ ابنَ عمكَ ليسَ يغفلُ ، إنهُ | ملكَ الملوكَ ، وفككَّ الأغلالاَ ! |
في النّاسِ إنْ فَتّشْتَهُمْ
في النّاسِ إنْ فَتّشْتَهُمْ، | منْ لا يعزَّكَ أو تذلهْ |
فاتركْ مجاملة َ اللئيـ | ـمِ، فَإنّ فِيهَا العَجْزَ كُلَّهْ |