| وَجُلّنَارٍ مُشْرِقٍ، | عَلَى أعَالي شَجَرَهْ |
| كأنَّ في رؤوسهِ ، | أصْفَرَهُ، وَأحْمَرَهْ |
| قُرَاضَة ً مِنْ ذَهَبٍ | في خرقٍ معصفره |
أبو فراس الحمداني
أبو فراس الحمداني و إسمه الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الربعي هو شاعر من العصر العباسي ولد في الموصل وتوفي في حمص.
و قوفكَ في الديارِ عليكَ عارٌ
| و قوفكَ في الديارِ عليكَ عارٌ ، | و قدْ ردَّ الشبابُ المستعارُ |
| أبعدَ الأربعينَ محرماتٌ : | تمادٍ في الصبابة ِ ، واغترارُ ؟ ! .. |
| نزعتُ عنِ الصبا ، إلاَّ بقايا ، | يحفدها ، على الشيبِ ، العقارُ |
| وَقَالَ الغَانِيَاتُ: «سَلا، غُلاماً، | فكيفَ بهِ ، وقدْ شابَ العذارُ؟ “ |
| و ما أنسى الزيارة َ منكِ ، وهناً ، | و موعدنا ” معانٌ” و” الحيارُ “ |
| وَطَالَ اللّيلُ بي، وَلَرُبّ دَهْرٍ | نعمتُ بهِ ، لياليهِ قصارُ |
| و ندماني : السريعُ إلى لقائي ، | على عجلٍ ، وأقداحي الكبارُ |
| عشقتُ بها عواريَّ الليالي | ” أحقُّ الخيلِ بالركضِ المعارُ |
| وَكَمْ مِنْ لَيْلَة ٍ لمْ أُرْوَ مِنْهَا | حننتُ لها ، وأرقني ادكارُ ! |
| قَضَاني الدَّينَ مَاطِلُهُ، وَوَافى ، | إليَّ بها ، الفؤادُ المستطارُ |
| فبتُّ أعلُّ خمراً منْ رضابٍ | لها سكرٌ وليسَ لها خمارُ |
| إلى أنْ رقَّ ثوبُ الليلِ عنَّـا | وقالتْ : ” قمْ ! فقدْ بردَ السوارُ ! |
| وَوَلّتْ تَسْرُقُ اللّحَظَاتِ نحوِي | عَلى فَرَقٍ كَمَا التَفَتَ الصُّوَارُ |
| دنا ذاكَ الصباحُ ، فلستُ أدري | أشَوْقٌ كَانَ مِنْهُ؟ أمْ ضِرَارُ؟ |
| وَقَد عَادَيتُ ضَوْءَ الصّبحِ حتى | لِطَرْفي، عَنْ مَطَالِعِهِ، ازْوِرَارُ |
| و مضطغنٍ يراودُ فيَّ عيباً | سَيَلْقَاهُ، إذا سُكِنَتْ وَبَارُ |
| وَأحْسِبُ أنّهُ سَيَجُرّ حَرْباً | عَلى قَوْمٍ ذُنُوبُهُمُ صِغَارُ |
| كما خزيتْ بـ “راعيها ” ” نميرٌ ” ، | وجرَّ على “بني أسدٍ” ” يسارُ “ |
| وَكَمْ يَوْمٍ وَصَلْتُ بفَجْرِ لَيْلٍ | كأنَّ الركبَ تحتهما صدارُ ؟ |
| إذا انْحَسَرَ الظّلامُ امْتَدّ آلٌ | كأنا درهُ ، وهوَ البحارُ |
| يَمُوجُ عَلى النّوَاظِرِ، فَهْوَ مَاءٌ | و يلفحُ بالهواجرِ فهو نارُ |
| إذَا مَا العِزّ أصْبَحَ في مَكَانٍ | سموتُ لهُ، وإنْ بعدَ المزارُ |
| مقامي ، حيثُ لا أهوى ، قليلٌ | ونومي ، عندَ منْ أقلي غرارُ |
| أبَتْ لي هِمّتي، وَغِرَارُ سَيْفي، | وَعَزْمي، وَالمَطِيّة ُ، وَالقِفَارُ |
| وَنَفْسٌ، لا تُجَاوِرُهَا الدّنَايَا، | وَعِرْضٌ، لا يَرِفّ عَلَيْهِ عَارُ |
| وَقَوْمٌ، مِثلُ مَن صَحِبوا، كِرَامٌ | وَخَيلٌ، مِثلُ من حَملتْ، خيارُ |
| و كمْ بلدٍِ شتتناهنَّ فيهِ | ضُحى ً، وَعَلا مَنَابِرَهُ الغُبَارُ |
| وَخَيلٍ، خَفّ جَانِبُهَا، فَلَمّا | ذُكِرْنَا بَيْنَهَا نُسِيَ الفِرَارُ |
| و كمْ ملكٍ ، نزعنا الملكَ عنهُ ، | و جبارٍ ، بها دمهُ جبارُ ؟ |
| وَكُنّ إذَا أغَرْنَا عَلَى دِيَارٍ | رجعنَ ، ومنْ طرائدها الديارُ |
| فَقَدْ أصْبَحْنَ وَالدّنْيَا جَمِيعاً | لنا دارٌ ، ومنْ تحويهِ جارُ |
| إذَا أمْسَتْ نِزَارُ لَنَا عَبِيداً | فإنَّ الناسَ كلهمُ ” نزارُ “ |
وَيَدٍ يَرَاهَا الدّهْرُ غَيْرَ ذَمِيمَة ٍ
| وَيَدٍ يَرَاهَا الدّهْرُ غَيْرَ ذَمِيمَة ٍ، | تمحو إساءتهُ إليَّ وتغفرُ |
| أهدتْ إليَّ مودة ً منْ صاحبٍ | تزكو المودة ُ في ثراهُ ، وتثمرُ |
| علقتْ يدي منهُ بعلقِ مضنة ٍ | مِمّا يُصَانُ عَلى الزّمَانِ وَيُدْخَرُ |
| إني عليكَ ” أبا حصينٍ “، عاتبٌ | و الحرُّ يحتملُ الصديقَ ، ويصبرُ |
| وَإذا وَجَدْتُ عَلى الصّدِيقِ شكَوْتُهُ | سِرَّاً إلَيْهِ وَفي المَحَافِلِ أشْكُرُ |
| مَا بَالُ شِعْرِي لا تَرُدّ جَوَابَهُ؟ | سَحْبَانُ عِنْدَكَ بَاقِلٌ، لا أعذُرُ |
كَأنّمَا المَاءُ عَلَيْهِ الجِسْرُ
| كَأنّمَا المَاءُ عَلَيْهِ الجِسْرُ | دَرْجُ بَيَاضٍ خُطّ فيهِ سَطْرُ |
| كأننا ، لمَّـا استتبَّ العبرُ، | أسرة ُ ” موسى ” يومَ شقَّ البحرُ ! |
قدْ عرفنا مغزاكَ ، يا عيارُ
| قدْ عرفنا مغزاكَ ، يا عيارُ | وَتَلَظّتْ، كمَا أرَدْتَ، النّارُ |
| لم أزلْ ثابتاً على الهجرِ حتى | خفَّ صبري ، وقلَّتِ الأنصارِ |
| وَإذَا أحْدَثَ الحَبِيبَانِ أمْراً | كانَ فيهِ على المحبِّ الخيارُ |
أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ
| أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ ، | بكُرْهٍ مِنْكِ، مَا لَقِيَ الأسِيرُ! |
| أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ ، | تَحَيّرَ، لا يُقِيم وَلا يَسِير! |
| أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ ، | إلى منْ بالفدا يأتي البشيرُ؟ |
| أيا أمَّ الأسيرِ ، لمن تربى | وقدْ متِّ ، الذوائبُ والشعورُ ؟ |
| إذا ابنكِ سارَ في برٍ وبحرٍ ، | فمنْ يدعو لهُ ، أو يستجيرُ ؟ |
| حرامٌ أن يبيتَ قريرَ عينٍ ! | ولؤمٌ أنْ يلمَّ بهِ السرورُ ! |
| وَقَد ذُقتِ الرَزايا وَالمَنايا | وَلا وَلَدٌ لَدَيكِ وَلا عَشيرُ |
| و غابَ حبيبُ قلبكِ عنْ مكانٍ ، | مَلائِكَة ُ السّمَاءِ بِهِ حُضور |
| لِيَبْكِكِ كُلُّ يَوْمٍ صُمتِ فيهِ | مُصَابِرَة ً وَقَد حَميَ الهَجِير |
| لِيَبْكِكِ كُلّ لَيلٍ قُمْتِ فيهِ | إلى أنْ يبتدي الفجرُ المنيرُ! |
| لِيَبْكِكِ كُلّ مُضْطَهَدٍ مَخُوفٍ | أجرتيهِ ، وقدْ عزّ المجيرُ ! |
| لِيَبْكِكِ كُلّ مِسكِينٍ فَقِيرٍ | أغَثْتِيهِ، وَمَا في العَظْمِ زِير |
| أيا أماهُ ، كمْ همٍّ طويلٍ | مضى بكِ لمْ يكنْ منهُ نصيرُ ! ؟ |
| أيا أماهُ ، كمْ سرٍّمصونٍ | بقلْبِكِ، مَاتَ لَيسَ لَه ظُهُور |
| أيا أماهُ ، كمْ بشرى بقربي | أتَتْكِ، وَدُونَها الأجَلِ القَصِير |
| إلى منْ أشتكي ؟ ولمنْ أناجي ، | إذا ضاقتْ بما فيها الصدورُ ؟ |
| بِأيّ دُعَاءِ دَاعِيَة ٍ أُوَقّى ؟ | بأيِّ ضياءِ وجهٍ أستنيرُ ؟ |
| بِمَن يُستَدفَعُ القَدرَ المُوَفّى | بِمَن يُستَفتَحُ الأَمرُ العَسيرُ |
| نُسلَّى عنكَ : أنا عنْ قليلٍ ، | إلى ما صرتِ في الأخرى ، نصيرُ |