يَقُولونَ: «صَوْتُ المُسْتَذِلِّين خَافِتٌ |
وسمعَ طغاة الأرض “أطرشُ” أضخم |
وفي صَيْحَة ِ الشَّعْبِ المُسَخَّر زَعْزَعٌ |
تَخُرُّ لَهَا شُمُّ العُرُوشِ، وَتُهْدَمُ |
ولعلة ُ الحقّ الغضوضِ لها صدى ً |
وَدَمْدَمَة ُ الحَربِ الضَّروسِ لَهَا فمُ |
إذَا التَفَّ حَوْلَ الحقِّ قَوْمٌ فَإنّهُ |
يُصَرِّمُ أحْدَاثُ الزَّمانِ وَيُبْرِمُ |
لَكَ الوَيْلُ يَا صَرْحَ المَظَالمِ مِنْ غَدٍ |
إذا نهضَ المستضعفونَ، وصمّموا! |
إذا حَطَّمَ المُسْتَعبِدُونَ قيودَهُمْ |
وصبُّوا حميمَ السُّخط أيَّان تعلمُ..! |
أغَرّك أنَّ الشَّعْبَ مُغْضٍ عَلَى قَذًى |
وأنّ الفضاءَ الرَّحبَ وسنانُ، مُظلمُ؟ |
ألاّ إنَّ أحلام البلادِ دفينة ٌ |
تُجَمْجِمُ فِي أعْماقِهَا مَا تُجَمْجِمُ |
ولكن سيأتي بعد لأي نشورها |
وينبث اليومُ الذي يترنَّمُ |
هُوَ الحقُّ يَغْفَى .. ثُمَّ يَنْهَضُ سَاخِطاً |
فيهدمُ ما شادَ الظلاّمُ، ويحطمُ |
غدا الرّوعِ، إن هبَّ الضعيف ببأسه، |
ستعلم من منّا سيجرفه الدمُّ |
إلى حيث تجنى كفَّهُ بذرَ أمسهِ |
وَمُزْدَرعُ الأَوْجَاع لا بُدَّ يَنْدَمُ |
ستجرعُ أوصابَ الحياة ، وتنتشي |
فَتُصْغِي إلى الحَقِّ الذي يَتَكَلَّمُ |
إذا ما سقاك الدهرُ من كأسِهِ التي |
قُرَارَتُها صَابٌ مَرِيرٌ، وَعَلْقَمُ |
إذا صعق الجبّارُ تحتَ قيوده |
يُصِيخُ لأوجاعِ الحَياة ِ وَيَفْهَمُ!! |