يا عذارى الجمالِ، والحبِ، والأحلام، |
بَلْ يا بَهَاءَ هذا الوجودِ! |
خلق البلبل الجميل ليشدوا |
وَخُلِقْتُنَّ للغرامِ السَّعيدِ |
والوُجودُ الرحيبُ كالقَبْرِ، لولا |
ما تُجَلِّينَ مِنْ قُطوبِ الوُجودِ |
والحياة ُ التي تخرُّ لها الأحلامُ |
موتٌ مثقَّلٌ بالقيودِ… |
والشبابُ الحبيبُ شيخوخة ٌ تسعى |
إلى الموت في طريق كؤودِ… |
والربيعُ الجميلُ في هاتِه الدُنيا |
خريفٌ يُذْوِي رفيفَ الوُرودِ.. |
والورودُ العِذابُ في ضيفَّة الجدولِ |
شوكٌ، مُصفَّحٌ بالحديدِ… |
والطُّيورُ التي تُغَنِّي، وتقضي |
عَيشَها في ترنّمُ وغريدِ؟ |
إنَّها في الوجودِ تشكو إلى الأيّام |
عِبءَ الحَياة ِ بالتَّغْريدِ.. |
والأَنَاشِيدُ؟ إنَّها شَهَقَاتٌ |
تتشظَّى من كل قلبِ عميدِ… |
صورة ٌ للوجودِ شوهاءُ، لولا |
شفَقُ الحسن فوق تلك الخدودِ |
يا زهورَ الحياة ِ للحبّ أنتنَّ |
ولكنَّهُ مخيفُ الورودِ |
فَسَبِيلُ الغرامِ جَمُّ المهاوي |
رغمَ ما فيه من جمالٍ، وفنٍّ |
عبقريُّ، ما أن له من مزيدِ |
وَأناشيدَ، تُسْكِرُ الملأَ الأعلى ، |
وتُشْجِي جوانِحَ الجلمودِ |
وأريجٍ، يَكَادُ يَذْهَبُ بالألباب |
ما بين غَامضٍ وَشَديدِ |
وسبيل الحياة رحبٌ، ولأننتنَّ |
اللواتي تَفْرُشْنَهُ بالوُرودِ |
إنْ أردتُنَّ أن يكونَ بهيجاً |
رَائعَ السِّحْر، ذَا جمالٍ فريدِ |
أو بشوكٍ يدميّ الفضيلة َ والحبَّ |
ويقضي على بهاءِ الوُجودِ |
إنْ أردتُنّ أنْ يكونَ شنيعاً، |
مُظْلِمَ الأُفْقِ ميِّتَ التَّغريدِ |