وإني وإن لم آت ليلى وأهلها

وَإِنّي وَإِن لَم آتِ لَيلى وَأَهلَهالَباكٍ بُكا طِفلٍ عَلَيهِ التَمائِمُ
بُكاً لَيسَ بِالنَزرِ القَليلُ وَدائِمٌكَما الهَجرُ مِن لَيلى عَلى الدَهرِ دائِمُ
هَجَرتُكِ أَيّاماً بِذي الغَمرِ إِنَّنيعَلى هَجرِ أَيّامٍ بِذي الغَمرِ نادِمُ
فَلَمّا مَضَت أَيّامُ ذي الغَمرِ وَاِرتَمىبِيَ الهَجرُ لامَتني عَلَيكِ اللَوائِمُ
وَإِنّي وَذاكَ الهَجرَ ما تَعلَمينَهُكَعازِبَةٍ عَن طِفلِها وَهيَ رائِمُ
أَلَم تَعلَمي أَنّي أَهيمُ بِذِكرِهاعَلى حينِ لا يَبقى عَلى الوَصلِ هائِمُ
أَظَلُّ أُمَنّي النَفسَ إِيّاكِ خالِياًكَما يَتَمَنّى بارِدَ الماءِ صائِمُ
قصيدة مجنون ليلى

وقصيرة الأيام ود جليسها

وَقَصيرَةِ الأَيامِ وَدَّ جَليسُهالَو باعَ مَجلِسَها بِفَقدِ حَميمِ
مِن مُحذِياتِ أَخي الهَوى غُصَصَ الجَوىبِدَلالِ غانِيَةٍ وَمُقلَةِ ريمِ
صَفراءُ مِن بَقَرِ الجِواءِ كَأَنَّماتَرَكَ الحَياءُ بِها رُداعَ سَقيمِ
شعر قيس بن الملوح

أيا قبر ليلى لو شهدناك أعولت

أَيا قَبرَ لَيلى لَو شَهِدناكَ أَعوَلَتعَلَيكَ نِساءٌ مِن فَصيحٍ وَمِن عَجَم
وَيا قَبرَ لَيلى أَكرِمَنَّ مَحَلَّهايَكُن لَكَ ما عِشنا عَلَينا بِها نِعَم
وَيا قَبرَ لَيلى إِنَّ لَيلى غَريبَةٌبِأَرضِكَ لا خالٌ لَدَيها وَلا اِبنُ عَم
وَيا قَبرَ لَيلى ما تَضَمَّنتَ قَبلَهاشَبيهاً لِلَيلى ذا عَفافٍ وَذا كَرَم
وَيا قَبرَ لَيلى غابَتِ اليَومَ أُمُّهاوَخالَتُها وَالحافِظونَ لَها الذِمَم
شعر قيس بن الملوح

أيا جبل الدوم الذي في ظلاله

أَيا جَبَلَ الدومِ الَّذي في ظِلالِهِغَزالانِ مَكحولانِ مُؤتَلِفانِ
غَزالانِ شَبّا في نَعيمٍ وَغِبطَةٍمِنَ الناسِ مَذعورانِ مُحتَبِسانِ
خَليلَيَّ أَمّا أُمُّ عَمروٍ فَمِنهُماوَأَمّا عَنِ الأُخرى فَلا تَسَلاني
أَفي كُلِّ يَومٍ أَنتَ آتٍ دِيارَهابِعَينَينِ إِنساناهُما غَرِقانِ
إِذا اِغرَورَقَت عَينايَ قالَ صَحابَتيلَقَد أولِعَت عَيناكَ بِالهَمَلانِ
نَأَت دارُهُم عَنّي وَفَرَّقَ بَينَناجَرائِرُ جَرَّتها يَدي وَلِساني
فَأَصبَحتُ عَنهُم أَجنَبِيّاً وَلَم أَكُنكَذاكَ عَلى بُعدٍ وَنَحنُ دَواني
وَكَم مِن هَوىً لا يُستَطاعُ طِلابُهُأَتى دونَهُ مَرٌّ مِنَ الحَدَثانِ
وَعَزَّيتُ نَفسي وَهيَ بَينَ صَبابَةٍتَجودُ وَهَل لي بِالفُراقِ يَدانِ
طَوى السِرَّ في نَفسي عَنِ الناسِ كُلِّهِمضُلوعٌ عَلى ما يَحتَوينَ حَواني
إِذا أَنتَ لَم تَجعَل لِنَفسِكَ شُعبَةًمِنَ السِرِّ ذاعَ السِرُّ كُلَّ مَكانِ
شعر قيس بن الملوح

كفى حزنا أن الغنى متعذر

كَفى حَزَناً أَنَّ الغِنى مُتَعَذِّرٌعَلَيَّ وَأَنّي بِالمَكارِمِ مُغرَمُ
فَما قَصَّرَت بي في المَطالِبِ هِمَّةٌوَلَكِنَّني أَسعى إِلَيها وَأُحرَمُ
أبيات قصيرة لمجنون ليلى

ألا يا حمامات الحمى عدن عودة

أَلا يا حَماماتِ الحِمى عُدنَ عَودَةًفَإِنّي إِلى أَصواتِكُنَّ حَنونُ
فَعُدنَ فَلَمّا عُدنَ عُدنَ لِشِقوَتيوَكِدتُ بِأَسرارٍ لَهُنَّ أُبينُ
وَعُدنَ بِقَرقارِ الهَديرِ كَأَنَّماشَرِبنَ مُداماً أَو بِهِنَّ جُنونُ
فَلَم تَرَ عَيني مِثلَهُنَّ حَمائِماًبَكَينَ فَلَم تَدمَع لَهُنَّ عُيونُ
وَكُنَّ حَماماتٍ جَميعاً بِعَيطَلٍفَأَصبَحنَ شَتّى ما لَهُنَّ قَرينُ
فَأَصبَحنَ قَد قَرقَرنَ إِلّا حَمامَةًلَها مِثلَ نَوحِ النائِحاتِ رَنينُ
تُذَكِّرُني لَيلى عَلى بُعدِ دارِهارَواجِفُ قَلبٍ باتَ وَهوَ حَزينُ
إِذا ما خَلا لِلنَومِ أَرَّقَ عَينَهُنَوائِحُ وُرقٍ فَرشُهُنَّ غُصونُ
تَداعَينَ مِن بَعدِ البُكاءِ تَأَلُّقاًفَقَلَّبنَ أَرياشاً وَهُنَّ سُكونُ
فَيا لَيتَ لَيلى بَعضُهُنَّ وَلَيتَنيأَطيرُ وَدَهري عِندُهُنَّ رَكينُ
أَلا إِنَّما لَيلى عَصا خَيزُرانَةٍإِذا غَمَزوها بِالأَكُفِّ تَلينُ
أشعار مجنون ليلى قيس بن الملوح