أجارُكِ يا أُسْدَ الفَراديسِ مُكْرَمُ | فتَسكُنَ نَفسي أمْ مُهانٌ فمُسلَمُ |
ورائي وقُدّامي عُداةٌ كَثيرَةٌ | أُحاذِرُ مِنْ لِصٍّ ومنكِ ومِنْهُمُ |
فهَلْ لكِ في حِلفي على ما أُريدُهُ | فإنّي بأسْبابِ المَعيشَةِ أعْلَمُ |
إذاً لأتاكِ الرّزْقُ مِنْ كلّ وِجْهَةٍ | وأثْرَيْتِ مِمّا تَغْنَمِينَ وأغْنَمُ |
قصائد المتنبي
مجموعة مختارة من قصائد الشاعر أبو الطيب المتنبي في هذه الصفحة.
ما نقلت عند مشية قدما
ما نَقَلَتْ عِندَ مَشيَةٍ قَدَمَا | ولا اشتَكَتْ مِنْ دُوارِها ألَمَا |
لم أرَ شَخْصاً مِنْ قَبلِ رُؤيَتِها | يَفْعَلُ أفْعالَها ومَا عَزَمَا |
فَلا تَلُمْهَا على تَواقُعِهَا | أطْرَبَها أنْ رأتْكَ مُبْتَسِمَا |
لا افتخار إلا لمن لا يضام
لا افْتِخارٌ إلاّ لمَنْ لا يُضامُ | مُدْرِكٍ أوْ مُحارِبٍ لا يَنَامُ |
لَيسَ عَزْماً مَا مَرّضَ المَرْءُ فيهِ | لَيسَ هَمّاً ما عاقَ عنهُ الظّلامُ |
واحتِمالُ الأذَى ورُؤيَةُ جانِيـ | ـهِ غِذاءٌ تَضْوَى بهِ الأجسامُ |
ذَلّ مَنْ يَغْبِطُ الذّليل بعَيشٍ | رُبّ عَيشٍ أخَفُّ منْهُ الحِمامُ |
كُلُّ حِلْمٍ أتَى بغَيرِ اقْتِدارٍ | حُجّةٌ لاجىءٌ إلَيها اللّئَامُ |
مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ | ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ |
ضاقَ ذَرْعاً بأنْ أضيقَ بهِ ذَرْ | عاً زَماني واستَكرَمَتْنِي الكِرامُ |
واقِفاً تحتَ أخمَصَيْ قَدْرِ نَفسي | واقِفاً تحتَ أخْمَصَيّ الأنَامُ |
أقَراراً ألَذُّ فَوْقَ شَرارٍ | ومَراماً أبْغي وظُلْمي يُرامُ |
دونَ أنْ يَشرَقَ الحِجازُ ونَجْدٌ | والعِراقانِ بالقَنَا والشّامُ |
شَرَقَ الجَوِّ بالغُبَارِ إذا سَا | رَ عَليُّ بنُ أحْمَدَ القَمْقامُ |
الأديبُ المُهَذَّبُ الأصْيَدُ الضّرْ | بُ الذّكيُّ الجَعدُ السّرِيُّ الهُمامُ |
والذي رَيْبُ دَهْرِهِ مِنْ أسَارَا | هُ ومِنْ حاسدي يَدَيْهِ الغَمامُ |
يَتَداوَى مِنْ كَثْرَةِ المَالِ بالإقْـ | ـلالِ جُوداً كأنّ مَالاً سَقَامُ |
حَسَنٌ في عُيُونِ أعْدائِهِ أقْـ | ـبَحُ من ضيْفِهِ رأتْهُ السَّوامُ |
لوْ حَمَى سَيّداً منَ المَوتِ حامٍ | لَحَماهُ الإجْلالُ والإعْظامُ |
وعَوارٍ لَوامِعٌ دِينُهَا الحِـ | ـلُّ ولَكِنّ زِيَّها الإحْرامُ |
كُتبَتْ في صَحائِفِ المَجْدِ: بِسْمٌ | ثمَّ قَيسٌ وبعدَ قَيسَ السّلامُ |
إنّما مُرّةُ بنُ عَوْفِ بنِ سَعْدٍ | جَمَراتٌ لا تَشْتَهيها النَّعامُ |
لَيلُها صُبْحُها مِنَ النّارِ والإصْـ | ـبَاحُ لَيْلٌ منَ الدّخانِ تِمامُ |
هِمَمٌ بَلّغَتْكُمُ رُتَبَاتٍ | قَصُرَتْ عَنْ بُلُوغِها الأوْهامُ |
ونُفُوسٌ إذا انْبَرَتْ لِقِتَالٍ | نَفِدَتْ قَبْلَ يَنْفَدُ الإقْدامُ |
وقُلُوبٌ مُوَطَّناتٌ على الرّوْ | عِ كأنّ اقْتِحامَهَا استِسْلامُ |
قائِدو كُلّ شَطْبَةٍ وحِصانٍ | قَدْ بَراها الإسْراجُ والإلجامُ |
يَتَعَثّرْنَ بالرّؤوسِ كَما مَرّ | بتاءاتِ نُطْقِهِ التَّمتَامُ |
طالَ غشْيانُكَ الكَريهَةَ حتى | قالَ فيكَ الذي أقُولُ الحُسَامُ |
وكَفَتْكَ الصّفائِحُ النّاسَ حتى | قد كَفَتْكَ الصّفائحَ الأقْلامُ |
وكَفَتْكَ التّجارِبُ الفِكْرَ حتى | قَدْ كَفاكَ التّجارِبَ الإلْهَامُ |
فارِسٌ يَشتَري بِرازَكَ للفَخْـ | ـرِ بقَتْلٍ مُعَجَّلٍ لا يُلامُ |
نائِلٌ منكَ نَظْرَةً ساقَهُ الفَقْـ | ـرُ عَلَيْهِ لفَقْرِهِ إنْعَامُ |
خَيْرُ أعضائِنا الرّؤوسُ ولَكِنْ | فَضَلَتْها بقَصْدِكَ الأقْدامُ |
قَد لَعَمري أقْصَرْتُ عَنكَ وللوَفـ | ـدِ ازْدِحامٌ وللعَطايا ازْدِحامُ |
خِفْتُ إن صرْتُ في يَمينِكَ أن تأ | خُذَني في هِباتِكَ الأقوامُ |
ومنَ الرُّشْدِ لم أزُرْكَ على القُرْ | بِ، على البُعدِ يُعرَفُ الإلمامُ |
ومِنَ الخَيرِ بُطْءُ سَيْبِكَ عني | أسرَعُ السُّحْبِ في المَسيرِ الجَهامُ |
قُلْ فَكَمْ مِنْ جَواهرٍ بنِظامٍ | وُدُّها أنّها بفيكَ كَلامُ |
هابَكَ اللّيْلُ والنّهارُ فَلَوْ تَنْـ | ـهاهُما لم تَجُزْ بكَ الأيّامُ |
حَسْبُكَ الله ما تَضِلّ عَنِ الحَـ | ـقّ ولا يَهْتَدي إلَيكَ أثَامُ |
لِمَ لا تَحْذَرُ العَواقِبَ في غَيْـ | ـرِ الدّنَايا، أمَا عَلَيْكَ حَرامُ |
كَمْ حَبيبٍ لا عُذْرَ لِلّوْمِ فيهِ | لَكَ فيهِ مِنَ التُّقَى لُوّامُ |
رَفَعَتْ قَدْرَكَ النّزاهَةُ عَنْهُ | وثَنَتْ قَلْبَكَ المَساعي الجِسامُ |
إنّ بَعضاً مِنَ القَرِيضِ هُذاءٌ | لَيسَ شَيئاً وبَعضَهُ أحْكامُ |
مِنْهُ ما يَجْلُبُ البَراعَةُ والفَضْـ | ـلُ ومِنْهُ ما يَجْلُبُ البِرْسامُ |
ألا لا أرى الأحداث مدحا ولا ذما
ألا لا أُرى الأحداثَ مَدحاً ولا ذَمّا | فَما بَطشُها جَهلاً ولا كفُّها حِلمَا |
إلى مثلِ ما كانَ الفتى مرْجعُ الفتى | يَعُودُ كمَا أُبْدي ويُكرِي كما أرْمَى |
لَكِ الله مِنْ مَفْجُوعَةٍ بحَبيبِها | قَتيلَةِ شَوْقٍ غَيرِ مُلحِقِها وَصْمَا |
أحِنّ إلى الكأسِ التي شرِبَتْ بها | وأهوى لمَثواها التّرابَ وما ضَمّا |
بَكَيْتُ عَلَيها خِيفَةً في حَياتِها | وذاقَ كِلانا ثُكْلَ صاحِبِهِ قِدْمَا |
ولوْ قَتَلَ الهَجْرُ المُحبّينَ كُلَّهُمْ | مضَى بَلَدٌ باقٍ أجَدّتْ لَهُ صَرْمَا |
عرَفْتُ اللّيالي قَبلَ ما صَنَعَتْ بنا | فلَمَا دَهَتْني لم تَزِدْني بها عِلْمَا |
مَنافِعُها ما ضَرّ في نَفْعِ غَيرِها | تغذّى وتَرْوَى أن تجوعَ وأن تَظْمَا |
أتاها كِتابي بَعدَ يأسٍ وتَرْحَةٍ | فَماتَتْ سُرُوراً بي فَمُتُّ بها غَمّا |
حَرامٌ على قَلبي السّرُورُ فإنّني | أعُدّ الذي ماتَتْ بهِ بَعْدَها سُمّا |
تَعَجَّبُ مِنْ لَفْظي وخَطّي كأنّما | ترَى بحُرُوفِ السّطرِ أغرِبةً عُصْمَا |
وتَلْثِمُهُ حتى أصارَ مِدادُهُ | مَحاجِرَ عَيْنَيْها وأنْيابَها سُحْمَا |
رَقَا دَمْعُها الجاري وجَفّتْ جفونها | وفارَقَ حُبّي قَلبَها بَعدمَا أدمَى |
ولم يُسْلِها إلاّ المَنَايا وإنّمَا | أشَدُّ منَ السُّقمِ الذي أذهَبَ السُّقْما |
طَلَبْتُ لها حَظّاً فَفاتَتْ وفاتَني | وقد رَضِيَتْ بي لو رَضيتُ بها قِسْمَا |
فأصْبَحتُ أسْتَسقي الغَمامَ لقَبرِها | وقد كنْتُ أستَسقي الوَغى والقنا الصُّمّا |
وكنتُ قُبَيلَ الموْتِ أستَعظِمُ النّوَى | فقد صارَتِ الصّغَرى التي كانتِ العظمى |
هَبيني أخذتُ الثأرَ فيكِ منَ العِدَى | فكيفَ بأخذِ الثّأرِ فيكِ من الحُمّى |
وما انسَدّتِ الدّنْيا عليّ لضِيقِهَا | ولكنَّ طَرْفاً لا أراكِ بهِ أعمَى |
فَوَا أسَفا ألاّ أُكِبَّ مُقَبِّلاً | لرَأسِكِ والصّدْرِ اللّذَيْ مُلِئا حزْمَا |
وألاّ أُلاقي روحَكِ الطّيّبَ الذي | كأنّ ذكيّ المِسكِ كانَ له جسمَا |
ولَوْ لمْ تَكُوني بِنْتَ أكْرَمِ والِدٍ | لَكانَ أباكِ الضّخْمَ كونُكِ لي أُمّا |
لَئِنْ لَذّ يَوْمُ الشّامِتِينَ بيَوْمِهَا | لَقَدْ وَلَدَتْ مني لأنْفِهِمِ رَغْمَا |
تَغَرّبَ لا مُسْتَعْظِماً غَيرَ نَفْسِهِ | ولا قابِلاً إلاّ لخالِقِهِ حُكْمَا |
ولا سالِكاً إلاّ فُؤادَ عَجاجَةٍ | ولا واجِداً إلاّ لمَكْرُمَةٍ طَعْمَا |
يَقُولونَ لي ما أنتَ في كلّ بَلدَةٍ | وما تَبتَغي؟ ما أبتَغي جَلّ أن يُسْمى |
كأنّ بَنيهِمْ عالِمُونَ بِأنَّنِي | جَلُوبٌ إلَيهِمْ منْ مَعادِنه اليُتْمَا |
وما الجَمْعُ بَينَ الماءِ والنّارِ في يدي | بأصعَبَ من أنْ أجمَعَ الجَدّ والفَهمَا |
ولكِنّني مُسْتَنْصِرٌ بذُبَابِهِ | ومُرْتكِبٌ في كلّ حالٍ به الغَشمَا |
وجاعِلُهُ يَوْمَ اللّقاءِ تَحِيّتي | وإلاّ فلَسْتُ السيّدَ البَطَلَ القَرْمَا |
إذا فَلّ عَزْمي عن مدًى خوْفُ بُعده | فأبْعَدُ شيءٍ ممكنٌ لم يَجِدْ عزْمَا |
وإنّي لَمِنْ قَوْمٍ كأنّ نُفُوسَهُمْ | بها أنَفٌ أن تسكنَ اللّحمَ والعَظمَا |
كذا أنَا يا دُنْيا إذا شِئْتِ فاذْهَبي | ويا نَفسِ زيدي في كرائهِها قُدْمَا |
فلا عَبَرَتْ بي ساعَةٌ لا تُعِزّني | ولا صَحِبَتْني مُهجَةٌ تقبلُ الظُّلْمَا |
أنا لائمي إن كنت وقت اللوائم
أنا لائمي إنْ كنتُ وقتَ اللّوائِمِ | عَلِمتُ بما بي بَينَ تلكَ المَعالِمِ |
ولَكِنّني مِمّا شُدِهْتُ مُتَيَّمٌ | كَسالٍ وقَلبي بائحٌ مثلُ كاتِمِ |
وقَفْنا كأنّا كُلُّ وَجْدِ قُلُوبِنَا | تَمَكّنَ مِن أذْوادنا في القَوائِمِ |
ودُسْنا بأخْفافِ المَطي تُرابَهَا | فَما زِلْتُ أستَشفي بلَثْمِ المَناسِمِ |
دِيارُ اللّواتي دارُهُنّ عَزيزَةٌ | بِطُولَى القَنا يُحفَظنَ لا بالتّمائِمِ |
حِسانُ التّثَنَّي يَنقُشُ الوَشْيُ مثلَهُ | إذا مِسْنَ في أجسامِهِنّ النّواعِمِ |
ويَبسِمْنَ عَن دُرٍّ تَقَلَّدْنَ مثلَهُ | كأنّ التّراقي وُشّحَتْ بالمَباسِمِ |
فما لي وللدّنْيا! طِلابي نُجومُها | ومَسعايَ منها في شُدوقِ الأراقِمِ |
من الحِلمِ أنْ تَستَعمِلَ الجهلَ دونَه | إذا اتّسعتْ في الحِلمِ طُرْقُ المظالِمِ |
وأنْ تَرِدَ الماءَ الذي شَطْرُهُ دَمٌ | فتُسقَى إذا لم يُسْقَ مَن لم يُزاحِمِ |
ومَنْ عَرَفَ الأيّامَ مَعرِفتي بها | وبالنّاسِ رَوّى رُمحَهُ غيرَ راحِمِ |
فَلَيسَ بمَرْحُومٍ إذا ظَفِروا بهِ | ولا في الرّدى الجاري عَلَيهم بآثِمِ |
إذا صُلْتُ لم أترُكْ مَصالاً لفاتِكٍ | وإنْ قُلتُ لم أترُكْ مَقالاً لعالِمِ |
وإلاّ فخانَتْني القَوافي وعاقَني | عنِ ابنِ عُبيدِالله ضُعْفُ العَزائِمِ |
عَنِ المُقْتَني بَذْلَ التِّلادِ تِلادَهُ | ومُجْتَنِبِ البُخلِ اجتِنابَ المَحارِمِ |
تَمَنّى أعاديهِ مَحَلَّ عُفاتِهِ | وتَحْسُدُ كَفّيْهِ ثِقالُ الغَمائِمِ |
ولا يَتَلَقّى الحرْبَ إلاّ بمُهْجَةٍ | مُعَظَّمَةٍ مَذْخُورَةٍ للعَظائِمِ |
وذي لجَبٍ لا ذو الجَناحِ أمَامَهُ | بنَاجٍ ولا الوَحشُ المُثارُ بسالِمِ |
تَمُرّ عَلَيْهِ الشّمسُ وهْيَ ضَعيفَةٌ | تُطالِعُهُ من بَينِ رِيش القَشاعِمِ |
إذا ضَوْؤُها لاقَى منَ الطّيرِ فُرْجَةً | تَدَوّرَ فَوْقَ البَيضِ مثلَ الدراهِمِ |
ويَخْفى عَلَيكَ الرّعدُ والبرْقُ فوْقَهُ | منَ اللّمعِ في حافاتِهِ والهَماهِمِ |
أرَى دونَ ما بَينَ الفُراتِ وبَرْقَةٍ | ضِراباً يُمِشّي الخَيلَ فوْقَ الجماجمِ |
وطَعنَ غَطارِيفٍ كأنّ أكُفّهُمْ | عَرَفنَ الرُّدَيْنِيّاتِ قبلَ المَعاصِمِ |
حَمَتْهُ على الأعداءِ من كلّ جانبٍ | سُيوفُ بني طُغجَ بن جُفّ القَماقِمِ |
هُمُ المُحسنونَ الكرَّ في حومةِ الوَغى | وأحْسَنُ منهُ كَرُّهُمْ في المَكارِمِ |
وهم يحسنُونَ العَفْوَ عن كلّ مُذنبٍ | ويحتَمِلونَ الغُرْمَ عن كلّ غارِمِ |
حَيِيّونَ إلاّ أنّهُمْ في نِزالِهِمْ | أقَلُّ حَيَاءً مِنْ شِفارِ الصّوارِمِ |
ولَوْلا احتِقارُ الأُسدِ شَبّهتُهمْ بها | ولكِنّها مَعدودَةٌ في البَهائِمِ |
سرَى النّوْمُ عني في سُرايَ إلى الذي | صَنائِعُهُ تَسرِي إلى كلّ نائِمِ |
إلى مُطلِقِ الأسرَى ومُختَرِمِ العِدى | ومُشكي ذوي الشّكوَى ورَغمِ المُراغمِ |
كريمٌ لَفَظتُ النّاسَ لمّا بَلَغْتُهُ | كأنّهُمُ ما جَفّ مِنْ زادِ قادِمِ |
وكادَ سروري لا يَفي بنَدامَتي | على تَرْكِهِ في عُمْرِيَ المُتَقَادِمِ |
وفارَقْتُ شرّ الأرْضِ أهْلاً وتُرْبَةً | بها عَلَوِيٌّ جَدُّهُ غيرُ هاشِمِ |
بَلا الله حُسّادَ الأميرِ بحِلْمِهِ | وأجْلَسَهُ مِنهُمْ مكانَ العَمائِمِ |
فإنّ لهمْ في سُرْعَةِ المَوْتِ راحَةً | وإنّ لهُمْ في العَيشِ حَزَّ الغَلاصِمِ |
كأنّكَ ما جاوَدْتَ مَن بانَ جودُهُ | عَلَيكَ ولا قاوَمْتَ مَنْ لم تُقاوِمِ |
حييت من قسم وأفدي مقسما
حُيّيتَ مِنْ قَسَمٍ وأفْدي مُقْسِمَا | أمْسَى الأنَامُ لَهُ مُجِلاًّ مُعْظِمَا |
وإذا طَلَبْتُ رِضَى الأميرِ بشُرْبِهَا | وأخَذْتُها فلَقَدْ تَرَكتُ الأحرَمَا |