| وزِيارَةٍ عَنْ غَيرِ مَوْعِدْ | كالغُمضِ في الجفنِ المُسهَّدْ |
| مَعَجَتْ بِنا فيها الجِيا | دُ مَعَ الأميرِ أبي مُحَمّدْ |
| حَتى دَخَلْنَا جَنّةً | لَوْ أنّ ساكِنَها مُخَلَّدْ |
| خَضْراءَ حَمْراءَ التّرا | بِ كأنّها في خَدِّ أغْيَدْ |
| أحْبَبْتُ تَشْبيهاً لَهَا | فَوَجَدْتُهُ ما ليسَ يُوجَدْ |
| وإذا رَجَعْتَ إلى الحَقَا | ئِقِ فَهْيَ واحدَةٌ لأوْحَدْ |
قصائد المتنبي
مجموعة مختارة من قصائد الشاعر أبو الطيب المتنبي في هذه الصفحة.
يا مَنْ رَأيْتُ الحَليمَ وَغْدَا
| يا مَنْ رَأيْتُ الحَليمَ وَغْدَا | بِهِ وحُرَّ المُلُوكِ عَبْدَا |
| مالَ عَليّ الشّرابُ جِدّا | وأنْتَ للمَكْرُماتِ أهْدَى |
| فإنْ تَفَضّلْتَ بانْصِرافي | عَدَدْتُهُ مِنْ لَدُنْكَ رِفْدَا |
أمِنْ كُلّ شيءٍ بَلَغْتَ المُرادَا
| أمِنْ كُلّ شيءٍ بَلَغْتَ المُرادَا | وفي كلّ شأوٍ شأوْتَ العِبَادَا |
| فَمَاذا تَرَكْتَ لمَنْ لم يَسُد | وماذا ترَكْتَ لمَنْ كانَ سَادَا |
| كأنّ السُّمانَى إذا ما رَأتْكَ | تَصَيَّدُها تَشْتَهي أنْ تُصادَا |
وشامِخٍ مِنَ الجِبالِ أقْوَدِ
| وشامِخٍ مِنَ الجِبالِ أقْوَدِ | فَرْدٍ كيأفُوخِ البَعِيرِ الأصْيَدِ |
| يُسارُ مِنْ مَضِيقِهِ والجَلْمَدِ | في مِثْلِ مَتْنِ المَسَدِ المُعَقَّدِ |
| زُرْناهُ للأمْرِ الذي لم يُعْهَدِ | للصّيْدِ والنّزْهَةِ والتّمَرُّدِ |
| بكُلِّ مَسْقيِّ الدّماءِ أسْوَدِ | مُعاوِدٍ مُقَوَّدٍ مُقَلَّدِ |
| بكُلّ نابٍ ذَرِبٍ مُحَدَّدِ | عَلى حِفافَيْ حَنَكٍ كالمِبْرَدِ |
| كَطالِبِ الثّأرِ وإنْ لم يَحْقِدِ | يَقْتُلُ ما يَقْتُلُهُ ولا يَدِي |
| يَنْشُدُ من ذا الخِشْفِ ما لم يَفقِدِ | فَثَارَ من أخضَرَ مَمْطُورٍ نَدِ |
| كأنّهُ بَدْءُ عِذارِ الأمْرَدِ | فلَمْ يكَدْ إلاّ لحَتْفٍ يَهتَدي |
| ولم يَقَعْ إلاّ عَلى بَطْنِ يَدِ | فَلَمْ يَدَعْ للشّاعِرِ المُجَوِّدِ |
| وَصْفاً لَهُ عِندَ الأميرِ الأمْجَدِ | المَلِكِ القَرْمِ أبي مُحَمّدِ |
| ألقانِصِ الأبْطالَ بالمُهَنّدِ | ذي النِّعَمِ الغُرّ البَوادي العُوّدِ |
| إذا أرَدْتُ عَدّها لم تُعْدَدِ | وإنْ ذكَرْتُ فَضْلَهُ لم يَنْفَدِ |
ما ذا الوَداعُ وَداعُ الوامِقِ الكَمِدِ
| ما ذا الوَداعُ وَداعُ الوامِقِ الكَمِدِ | هذا الوَداعُ وَداعُ الرّوحِ للجَسَدِ |
| إذا السّحابُ زَفَتْهُ الرّيحُ مُرْتَفِعاً | فَلا عَدا الرّمْلَةَ البَيضاءَ من بَلَدِ |
| ويا فِراقَ الأميرِ الرّحْبِ مَنْزِلُهُ | إنْ أنْتَ فارَقْتَنَا يَوْماً فلا تَعُدِ |
وبَنِيّةٍ مِنْ خَيْزُرانٍ ضُمّنتْ
| وبَنِيّةٍ مِنْ خَيْزُرانٍ ضُمّنتْ | بِطّيخَةً نَبَتَتْ بنارٍ في يَدِ |
| نَظَمَ الأميرُ لها قِلادَةَ لُؤلُؤٍ | كفِعالِهِ وكَلامِهِ في المَشْهَدِ |
| كالكأسِ باشَرَها المِزاجُ فأبرَزَتْ | زَبَداً يَدورُ على شَرابٍ أسْوَدِ |