| إِمامَ الهُدى أَصبَحتَ بِالدينِ مَعنِيا | وَأَصبَحتَ تَسقي كُلَّ مُستَمطِرٍ رِيّا |
| لَكَ اسمانِ شُقّا مِن رَشادٍ وَمِن هُداً | فَأَنتَ الَّذي تُدعى رَشيداً وَمُهدِيّا |
| إِذا ما سَخِطتَ الشَيءَ كانَ مُسَخَّطاً | وَإِن تَرضَ شَيئاً كانَ في الناسِ مَرضِيّا |
| بَسَطتَ لَنا شَرقاً وَغَرباً يَدَ العُلا | فَأَوسَعتَ شَرقِيّاً وَأَوسَعتَ غَربِيّا |
| وَوَشَّيتَ وَجهَ الأَرضِ بِالجودِ وَالنَدى | فَأَصبَحَ وَجهُ الأَرضِ بِالجودِ مَوشِيّا |
| وَأَنتَ أَميرَ المُؤمِنينَ فَتى التُقى | نَشَرتَ مِنَ الإِحسانِ ما كانَ مَطوِيّا |
| قَضى اللَهُ أَن يَبقى لِهارونَ مُلكُهُ | وَكانَ قَضاءُ اللَهِ في الخَلقِ مَقضِيّا |
| تَحَلَّبَتِ لدُنيا لِهارونَ بِالرِضا | وَأَصبَحَ نَقفورٌ لِهارونَ ذِمِّيّا |
قصائد العصر العباسي
مجموعة من أروع قصائد العصر العباسي شعراء العصر العباسي وقصائدهم الرائعة هنا.
يقاس المرء بالمرء
| يُقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ | إِذا ما هُوَ ماشاهُ |
| وَ لِلقَلبِ عَلى القَلبِ | دَليلٌ حينَ يَلقاهُ |
| وَ لِلشَكلِ عَلى الشَكلِ | مَقايِيسٌ وَ أَشباهُ |
| وَ في العَينِ غِناً لِلعَي | نِ أَن تَنطِقَ أَفواهُ |
| وَ لا تَصحَب أَخا الجَهلِ | وَ إِيّاكَ وَ إِيّاهُ |
| فَكَم مِن جاهِلٍ أَردى | حَليماً حينَ آخاهُ |
| وَ ذو العُرِّ إِذا ما اِحتَك | كَ ذا الصِحَّةِ أَعداهُ |
من أحب الدنيا تحير فيها
| مَن أَحَبَّ الدُنيا تَحَيَّرَ فيها | وَاِكتَسى عَقلُهُ اِلتِباساً وَتيها |
| رُبَّما أَتعَبَت بَنيها عَلى ذا | كَ فَكَعها وَخَلِّها لِبَنيها |
| قَنِّعِ النَفسَ بِالكِفافِ وَإِلّا | طَلَبَت مِنكَ فَوقَ ما يَكفيها |
| إِنَّما أَنتَ طولَ عُمرِكَ ما عُمِّر | تَ في الساعَةِ الَّتي أَنتَ فيها |
| وَدَعِ اللَيلَ وَ النَهارَ جَميعاً | يَنقُلانِ الدُنيا إِلى ساكِنيها |
| لَيسَ فيما مَضى وَلا في الَّذي لَم | يَأتِ مِن لَذَّةٍ لِمُسْتَحِليها |
أنافعي عند ليلى فرط حبيها
| أَنافِعي عِندَ لَيلى فَرطُ حُبّيها | وَلَوعَةٌ لِيَ أُبديها وَأُخفيها |
| أَم لا تُقارِبُ لَيلى مَن يُقارِبُها | وَلا تُداني بِوَصلٍ مَن يُدانيها |
| بَيضاءُ أَوقَدَ خَدَّيها الصِبا وَسَقى | أَجفانَها مِن مُدامِ الراحِ ساقيها |
| في حُمرَةِ الوَردِ شَكلٌ مِن تَلَهُّبِها | وَلِلقَضيبِ نَصيبٌ مِن تَثَنّيها |
| قَد أَيقَنَت أَنَّني لَم أُرضِ كاشِحَها | فيها وَلَم أَستَمِع مِن قَولِ واشيها |
| وَيَومَ جَدَّ بِنا عَنها الرَحيلُ عَلى | صَبابَةٍ وَحَدا الأَظعانَ حاديها |
| قامَت تُوَدِّعُني عَجلى وَقَد بَدَرَت | سَوابِقٌ مِن تُؤامِ الدَمعِ تُجريها |
| وَاِستَنكَرَت ظَعَني عَنها فَقُلتُ لَها | إِلى الخَليفَةِ أَمضى العيسَ مُمضيها |
| إِلى إِمامٍ لَهُ ما كانَ مِن شَرَفٍ | يُعَدُّ في سالِفِ الدُنيا وَباقيها |
| خَليفَةَ اللَهِ ما لِلمَجدِ مُنصَرَفٌ | إِلّا إِلى أَنعُمٍ أَصبَحتَ توليها |
| فَلا فَضيلَةَ إِلّا أَنتَ لابِسُها | وَلا رَعِيَّةَ إِلّا أَنتَ راعيها |
| مُلكٌ كَمُلكِ سُلَيمانَ الَّذي خَضَعَت | لَهُ البَرِيَّةُ قاصيها وَدانيها |
| وَزُلفَةٌ لَكَ عِندَ اللَهِ تُظهِرُها | لَنا بِبُرهانِ ما تَأتي وَتُبديها |
| لَمّا تَعَبَّدَ مَحلُ الأَرضِ وَاِحتَبَسَت | عَنّا السَحائِبُ حَتّى ما نُرَجّيها |
| وَقُمتَ مُستَسقِياً لِلمُسلِمينَ جَرَت | غُرُّ الغَمامِ وَحَلَّت مِن عَزاليها |
| فَلا غَمامَةَ إِلّا اِنَهَلَّ وابِلُها | وَلا قَرارَةَ إِلّا سالَ واديها |
| وَطاعَةُ الوَحشِ إِذ جاءَتكَ مِن خَرِقٍ | أَحوى وَأُدمانَةٍ كُحلٍ مَآقيها |
| كَالكاعِبِ الرودِ يَخفى في تَرائِبِها | رَدعُ العَبيرِ وَيَبدو في تَراقيها |
| أَلفانِ جاءَت عَلى قَدرٍ مُسارِعَةٍ | إِلى قَبولِ الَّذي حاوَلتَهُ فيها |
| إِن سِرتَ سارَت وَإِن وَقَّفتَها وَقَفَت | صوراً إِلَيكَ بِأَلحاظٍ تُواليها |
| يَرِعنَ مِنكَ إِلى وَجهٍ يَرَينَ لَهُ | جَلالَةً يُكثِرُ التَسبيحَ رائيها |
| حَتّى قَطَعتَ بِها القاطولَ وَاِفتَرَقَت | بِالحَيرِ في عَرصَةٍ فيحٍ نَواحيها |
| فَنَهرُ نَيزَكَ وِردٌ مِن مَوارِدِها | وَساحَةُ التَلِّ مُغنىً مِن مَغانيها |
| لَولا الَّذي عَرَفَتهُ فيكَ يَومَإِذٍ | لَما أَطاعَكَ وَسطَ البيدِ عاصيها |
| فَضلانِ حُزتَهُما ضونَ المُلوكِ وَلَم | تُظهِر بِنَيلِهِما كِبراً وَلا تيها |
و متعب العيس مرتاحا إلى بلد
| و متعبُ العيسَ مرتاحاً إلى بلدِ | و الموتُ يطلُبُه من ذَلِكَ البلدِ |
| و ضاحك و المنايا فوقَ هامته | لو كانَ يعلمُ غيباً ماتَ من كمدِ |
| من كانَ لَمْ يُؤْتَ عِلْماً في بقاءِ غدٍ | ماذا تفكرهُ في رزقِ بعد غدِ |
شيد بفضلك مشرف البنيان
| شَيِّد بِفَضلِكَ مُشرِفَ البُنيانِ | لَم يَبقَ إِلّا خاتِمُ الإِحسانِ |
| رُدَّ الصَنيعَةَ في ابنِ شُكرٍ طَبعُهُ | نَشرُ الَّذي توليهِ كُلَّ أَوانِ |
| أَمّا لِساني في الحِسابِ فَواحِدٌ | وَيَقومُ فيكَ مَقامَ أَلفِ لِسانِ |
| لاتُبعِدَنّي مِنكَ نِسبَةُ مَن هُمُ | خُلَفاءُ قَومِكَ مِن بَني شَيبانِ |
| نَسَبي لَعَمري في رَبيعَةَ غُرَّةٌ | فيها وَلي قَلبٌ هَواهُ يَماني |
| ذَهَبَت يَمانٌ بِالمَفاخِرِ كُلِّها | بِكَ دونَ أَهلِ الفَخرِ بِالنُعمانِ |
| مَرَجَ الإِلَهُ بِسَيبِ كَفِّكَ لِلنَدى | بَحرَينِ بِالمَعروفِ يَلتَقِيانِ |
| هَذا يَفيضُ بِفِضَّةٍ وَبِعَسجَدٍ | وَيَفيضُ ذاكَ بِفاخِرِ المَرجانِ |
| وَاللَهُ أَكسَبَكَ المَحامِدَ مُكمِلاً | لَكَ كُلَّ إِنسانِيَّةِ الإِنسانِ |
| رَفَعَ السَماءَ وَمَجدَ فَخرِكَ قَبلَ أَن | يَبدا بِوَضعِ الأَرضِ وَالميزانِ |
| فارَقتُ مُذ زَمَنٍ أَبي فَجَعَلتَ لي | مِن بَعدِ ذاكَ أَباً يَقومُ بِشاني |
| أَتَصونُ لي شِعراً وَأُخلِقُ قَدرَهُ | في الناسِ ماأُمّي إِذاً بِحَصانِ |
| مَهما أَهَنتَ الدُرَّ ما أَكرَمتَهُ | فَاِقطَع نَوالَكَ فَهوَ قَطعُ بَناني |
| ماحِصنُ هَذا الحِصنُ لي بِمُعَوِّلِ | أَلجا إِلَيهِ وَأَنتَ حِصنُ أَماني |
| إِنّي أَتَيتُ مُوَدِّعاً وَأَقولُ لَو | لَم آتِ فَضلَكَ طالِباً لَأَتاني |
| وَإِذا انتَجَعتُكَ بِالرُجوعِ فَغَيرُهُ | أَولى وَأَبعَدُ مِن جَوى الحَدَثانِ |
| فَاشدُد أَبا العَبّاسِ كَفَّكَ بِالعُلا | إِنَّ العُلا مِن أَشرَفِ التيجانِ |