بَدْرٌ فَتًى لوْ كانَ مِنْ سؤَّالِهِ | يَوْماً تَوَفّرَ حَظُّهُ مِنْ مالِهِ |
تَتَحَيّرُ الأفْعالُ في أفْعالِهِ | ويَقِلُّ ما يأتيهِ في إقْبالِهِ |
قَمَراً نَرَى وسَحابَتينِ بمَوضعٍ | مِنْ وَجْهِهِ ويَمينِهِ وشِمَالِهِ |
سَفَكَ الدّماءَ بجُودِهِ لا بأسِهِ | كَرَماً لأنّ الطّيرَ بعضُ عِيالِهِ |
إنْ يَفنَ ما يحوي فَقَد أبْقَى لهُ | ذِكْراً يَزولُ الدّهرُ قَبلَ زوالِهِ |
قصائد العصر العباسي
مجموعة من أروع قصائد العصر العباسي شعراء العصر العباسي وقصائدهم الرائعة هنا.
قد أبت بالحاجة مقضية
قَدْ أُبْتُ بالحَاجَةِ مَقضِيّةً | وعِفْتُ في الجَلسَةِ تَطويلَها |
أنتَ الذي طُولُ بَقاءٍ لَهُ | خَيرٌ لنَفسِي مِنْ بَقائي لَهَا |
لك يا منازل في القلوب منازل
لَكِ يا مَنازِلُ في القُلوبِ مَنازِلُ | أقفَرْتِ أنْتِ وهنّ منكِ أواهِلُ |
يَعْلَمْنَ ذاكَ وما عَلِمْتِ وإنّمَا | أوْلاكُما يُبْكَى عَلَيْهِ العاقِلُ |
وأنَا الذي اجتَلَبَ المَنيّةَ طَرْفُهُ | فَمَنِ المُطالَبُ والقَتيلُ القاتِلُ |
تَخْلُو الدّيارُ منَ الظّباءِ وعِنْدَهُ | من كُلّ تابِعَةٍ خَيالٌ خاذِلُ |
أللاّءِ أفْتَكُهَا الجَبانُ بمُهْجَتي | وأحَبُّهَا قُرْباً إليّ البَاخِلُ |
ألرّامِياتُ لَنَا وهُنّ نَوافِرٌ | والخاتِلاتُ لَنَا وهُنّ غَوافِلُ |
كافأنَنَا عَنْ شِبْهِهِنّ مِنَ المَهَا | فَلَهُنّ في غَيرِ التّرابِ حَبَائِلُ |
مِنْ طاعِني ثُغَرِ الرّجالِ جآذِرٌ | ومِنَ الرّماحِ دَمَالِجٌ وخَلاخِلُ |
ولِذا اسمُ أغطِيَةِ العُيُونِ جُفُونُها | مِنْ أنّها عَمَلَ السّيُوفِ عَوامِلُ |
كم وقْفَةٍ سَجَرَتكَ شوْقاً بَعدَما | غَرِيَ الرّقيبُ بنا ولَجّ العاذِلُ |
دونَ التّعانُقِ ناحِلَينِ كشَكْلَتيْ | نَصْبٍ أدَقَّهُمَا وضَمَّ الشّاكِلُ |
إنْعَمْ ولَذّ فَلِلأمورِ أواخِرٌ | أبَداً إذا كانَتْ لَهُنّ أوائِلُ |
ما دُمْتَ مِنْ أرَبِ الحِسانِ فإنّما | رَوْقُ الشّبابِ علَيكَ ظِلٌّ زائِلُ |
للّهْوِ آوِنَةٌ تَمُرّ كأنّهَا | قُبَلٌ يُزَوَّدُهَا حَبيبٌ راحِلُ |
جَمَحَ الزّمانُ فَلا لَذيذٌ خالِصٌ | ممّا يَشُوبُ ولا سُرُورٌ كامِلُ |
حتى أبو الفَضْلِ ابنُ عَبْدِالله رُؤ | يَتُهُ المُنى وهيَ المَقامُ الهَائلُ |
مَمْطُورَةٌ طُرُقي إلَيهَا دونَهَا | مِنْ جُودِهِ في كلّ فَجٍّ وابِلُ |
مَحْجُوبَةٌ بسُرادِقٍ مِنْ هَيْبَةٍ | تَثْني الأزِمّةَ والمَطيُّ ذَوامِلُ |
للشّمسِ فيهِ وللسّحابِ وللبِحَا | رِ وللأسُودِ وللرّياحِ شَمَائِلُ |
ولَدَيْهِ مِلْعِقْيَانِ والأدَبِ المُفَا | دِ ومِلْحيَاةِ ومِلْمَماتِ مَنَاهِلُ |
لَوْ لم يَهَبْ لجَبَ الوُفُودِ حَوَالَهُ | لَسَرَى إلَيْهِ قَطَا الفَلاةِ النّاهِلُ |
يَدْري بمَا بِكَ قَبْلَ تُظْهِرُهُ لَهُ | مِن ذِهْنِهِ ويُجيبُ قَبْلَ تُسائِلُ |
وتَراهُ مُعْتَرِضاً لَهَا ومُوَلّياً | أحْداقُنا وتَحارُ حينَ يُقابِلُ |
كَلِماتُهُ قُضُبٌ وهُنّ فَوَاصِلٌ | كلُّ الضّرائبِ تَحتَهُنّ مَفاصِلُ |
هَزَمَتْ مَكارِمُهُ المَكارِمَ كُلّهَا | حتى كأنّ المَكْرُماتِ قَنَابِلُ |
وقَتَلْنَ دَفْراً والدُّهَيْمَ فَما تَرَى | أُمُّ الدُّهَيْمِ وأُمُّ دَفْرٍ ثَاكِلُ |
عَلاّمَةُ العُلَمَاءِ واللُّجُّ الّذي | لا يَنْتَهي ولِكُلّ لُجٍّ ساحِلُ |
لَوْ طابَ مَوْلِدُ كُلّ حَيٍّ مِثْلِهِ | وَلَدَ النّساءُ وما لَهنّ قَوابِلُ |
لَوْ بانَ بالكَرَمِ الجَنينُ بَيانَهُ | لَدَرَتْ بهِ ذَكَرٌ أمْ أنثى الحامِلُ |
ليَزِدْ بَنُو الحَسَنِ الشِّرافُ تَواضُعاً | هَيهاتِ تُكْتَمُ في الظّلامِ مشاعلُ |
جَفَختْ وهم لا يجفَخونَ بها بهِمْ | شِيَمٌ على الحَسَبِ الأغَرّ دَلائِلُ |
مُتَشابِهُو وَرَعِ النّفُوسِ كَبيرُهم | وصَغيرُهمْ عَفُّ الإزارِ حُلاحِلُ |
يا کفخَرْ فإنّ النّاسَ فيكَ ثَلاثَةٌ | مُسْتَعْظِمٌ أو حاسِدٌ أو جاهِلُ |
ولَقَدْ عَلَوْتَ فَما تُبالي بَعدَمَا | عَرَفُوا أيَحْمَدُ أمْ يَذُمُّ القائِلُ |
أُثْني عَلَيْكَ ولَوْ تَشاءُ لقُلتَ لي | قَصّرْتَ فالإمْساكُ عنّي نائِلُ |
لا تَجْسُرُ الفُصَحاءُ تُنشِدُ ههُنا | بَيْتاً ولكِنّي الهِزَبْرُ البَاسِلُ |
ما نالَ أهْلُ الجاهِلِيّةِ كُلُّهُمْ | شِعْرِي ولا سمعتْ بسحري بابِلُ |
وإذا أتَتْكَ مَذَمّتي من نَاقِصٍ | فَهيَ الشّهادَةُ لي بأنّي كامِلُ |
مَنْ لي بفَهْمِ أُهَيْلِ عَصْرٍ يَدّعي | أنْ يَحْسُبَ الهِنديَّ فيهِمْ باقِلُ |
وأمَا وحَقّكَ وهْوَ غايَةُ مُقْسِمٍ | لَلْحَقُّ أنتَ وما سِواكَ الباطِلُ |
ألطِّيبُ أنْتَ إذا أصابَكَ طِيبُهُ | والماءُ أنتَ إذا اغتَسَلْتَ الغاسِلُ |
ما دارَ في الحَنَكِ اللّسانُ وقَلّبَتْ | قَلَماً بأحْسَنَ مِنْ ثَنَاكَ أنَامِلُ |
أماتكم من قبل موتكم الجهل
أماتَكُمُ من قَبلِ مَوْتِكُمُ الجَهْلُ | وجَرّكُمُ من خِفّةٍ بكُمُ النّمْلُ |
وُلَيْدَ أُبيِّ الطّيّبِ الكَلْبِ ما لَكُم | فطَنتُمْ إلى الدعوَى وما لكُمُ عَقلُ |
ولوْ ضرَبَتْكُم مَنجَنيقي وأصْلُكُمْ | قَوِيٌّ لهَدّتكُمْ فكَيفَ ولا أصْلُ |
ولوْ كُنْتُمُ ممّنْ يُدَبِّرُ أمْرَهُ | لمَا صِرْتُمُ نَسلَ الذي ما لهُ نَسْلُ |
يا أكرم الناس في الفعال
يا أكرَمَ النّاسِ في الفَعالِ | وأفْصَحَ النّاسِ في المَقَالِ |
إنْ قُلتَ في ذا البَخُورِ سَوْقاً | فهَكَذا قُلتَ في النّوالِ |
لا خيل عندك تهديها ولا مال
لا خَيْلَ عِندَكَ تُهديها ولا مالُ | فَليُسعدِ النُّطْقُ إن لم تُسعدِ الحال |
وَاجز الأميرَ الذي نُعْماهُ فاجئة | بغيرِ قَولٍ وَنعْمى النّاسِ أقْوال |
فَرُبمَا جَزَتِ الإحْسَانَ مُولِيَهُ | خَريدَةٌ مِنْ عَذارَى الحَيّ مِكسال |
وَإنْ تكُنْ مُحْكَماتُ الشكلِ تمنَعُني | ظُهُورَ جَريٍ فلي فيهِن تَصْهال |
وَمَا شكَرْتُ لأنّ المَالَ فَرّحَني | سِيّانِ عِنْديَ إكْثَار وَإقْلال |
لَكِنْ رَأيْتُ قَبيحاً أنْ يُجَادَ لَنَا | وَأنّنَا بِقَضَاءِ الحَقّ بُخّال |
فكُنْتُ مَنبِتَ رَوْضِ الحَزْنِ باكرَهُ | غَيثٌ بِغَيرِ سِباخِ الأرْضِ هَطّال |
غَيْثٌ يُبَيِّنُ للنُّظّارِ مَوْقِعُهُ | أنّ الغُيُوثَ بِمَا تَأتيهِ جُهّال |
لا يُدرِكُ المَجدَ إلاّ سَيّدٌ فَطِنٌ | لِمَا يَشُقُّ عَلى السّاداتِ فَعّال |
لا وَارِثٌ جَهِلَتْ يُمْنَاهُ ما وَهَبَتْ | وَلا كَسُوبٌ بغَيرِ السّيفِ سَأْآل |
قالَ الزّمانُ لَهُ قَوْلاً فَأفْهَمَهُ | إنّ الزّمَانَ على الإمْساكِ عَذّال |
تَدرِي القَنَاةُ إذا اهْتَزّتْ برَاحَتِهِ | أنّ الشقيَّ بهَا خَيْلٌ وَأبْطَال |
كَفَاتِكٍ وَدُخُولُ الكَافِ مَنقَصَةٌ | كالشمسِ قُلتُ وَما للشمسِ أمثَال |
ألقائِدِ الأُسْدَ غَذّتْهَا بَرَاثِنُهُ | بمِثْلِهَا مِنْ عِداهُ وَهْيَ أشْبَال |
ألقاتِلِ السّيفَ في جِسْمِ القَتيلِ بِهِ | وَللسّيُوفِ كمَا للنّاسِ آجَال |
تُغِيرُ عَنْهُ على الغارَاتِ هَيْبَتُهُ | وَمَالُهُ بأقَاصِي الأرْضِ أهْمَال |
لَهُ منَ الوَحشِ ما اختارَتْ أسِنّتُهُ | عَيرٌ وَهَيْقٌ وَخَنْسَاءٌ وَذَيّال |
تُمْسِي الضّيُوفُ مُشَهّاةً بِعَقْوَتِهِ | كأنّ أوْقاتَهَا في الطّيبِ آصَال |
لَوِ اشْتَهَتْ لَحْمَ قارِيهَا لَبَادَرَهَا | خَرَادِلٌ مِنهُ في الشِّيزَى وَأوْصَال |
لا يَعْرِفُ الرُّزْءَ في مالٍ وَلا وَلَدٍ | إلاّ إذا حَفَزَ الضِّيفَانَ تَرْحَال |
يُروي صَدى الأرض من فَضْلات ما شربوا | محْضُ اللّقاحِ وَصَافي اللّوْنِ سلسال |
تَقرِي صَوَارِمُهُ السّاعاتِ عَبْطَ دَمٍ | كَأنّمَا السّاعُ نُزّالٌ وَقُفّال |
تَجْرِي النّفُوسُ حَوَالَيْهِ مُخَلَّطَةً | مِنهَا عُداةٌ وَأغْنَامٌ وَآبَال |
لا يَحْرِمُ البُعْدُ أهْلَ البُعْدِ نائِلَهُ | وغَيرُ عاجِزَةٍ عَنْهُ الأُطَيْفَال |
أمضَى الفَرِيقَينِ في أقْرَانِهِ ظُبَةً | وَالبِيضُ هَادِيَةٌ وَالسُّمْرُ ضُلاّل |
يُرِيكَ مَخْبَرُهُ أضْعَافَ مَنظَرِهِ | بَينَ الرّجالِ وَفيها المَاءُ وَالآل |
وَقَدْ يُلَقّبُهُ المَجْنُونَ حَاسِدُهُ | إذا اختَلَطْنَ وَبَعضُ العقلِ عُقّال |
يَرْمي بهَا الجَيشَ لا بُدٌّ لَهُ وَلَهَا | من شَقّهِ وَلوَ کنّ الجَيشَ أجبَال |
إذا العِدَى نَشِبَتْ فيهِمْ مَخالِبُهُ | لم يَجْتَمِع لهُمُ حِلْمٌ وَرِئْبَال |
يَرُوعُهُمْ مِنْهُ دَهْرٌ صَرْفُهُ أبَداً | مُجاهِرٌ وَصُرُوفُ الدّهرِ تَغتال |
أنَالَهُ الشّرَفَ الأعْلى تَقَدُّمُهُ | فَمَا الذي بتَوَقّي مَا أتَى نَالُوا |
إذا المُلُوكُ تَحَلّتْ كانَ حِلْيَتَهُ | مُهَنَّدٌ وَأصَمُّ الكَعْبِ عَسّال |
أبُو شُجاعٍ أبو الشّجعانِ قاطِبَةً | هَوْلٌ نَمَتْهُ مِنَ الهَيجاءِ أهوَال |
تَمَلّكَ الحَمْدَ حتى ما لِمُفْتَخِرٍ | في الحَمْدِ حاءٌ وَلا ميمٌ وَلا دال |
عَلَيْهِ مِنْهُ سَرَابيلٌ مُضَاعَفَةٌ | وَقَدْ كَفَاهُ مِنَ الماذِيِّ سِرْبَال |
وَكَيْفَ أسْتُرُ ما أوْلَيْتَ من حَسَنٍ | وَقَدْ غَمَرْتَ نَوَالاً أيّهَا النّال |
لَطّفْتَ رَأيَكَ في بِرّي وَتَكْرِمَتي | إنّ الكَريمَ على العَلْياءِ يَحْتَال |
حتى غَدَوْتَ وَللأخْبَارِ تَجْوَالٌ | وَللكَوَاكِبِ في كَفّيْكَ آمَال |
وَقَدْ أطَالَ ثَنَائي طُولُ لابِسِهِ | إنّ الثّنَاءَ عَلى التِّنْبَالِ تِنْبَال |
إنْ كنتَ تكبُرُ أنْ تَخْتَالَ في بَشَرٍ | فإنّ قَدْرَكَ في الأقْدارِ يَخْتَال |
كأنّ نَفْسَكَ لا تَرْضَاكَ صَاحِبَهَا | إلاّ وَأنْتَ على المِفضَالِ مِفضَال |
وَلا تَعُدُّكَ صَوّاناً لمُهْجَتِهَا | إلاّ وَأنْتَ لهَا في الرّوْعِ بَذّال |
لَوْلا المَشَقّةُ سَادَ النّاسُ كُلُّهُمُ | ألجُودُ يُفْقِرُ وَالإقدامُ قَتّال |
وَإنّمَا يَبْلُغُ الإنْسانُ طَاقَتَهُ | مَا كُلّ ماشِيَةٍ بالرّحْلِ شِمْلال |
إنّا لَفي زَمَنٍ تَرْكُ القَبيحِ بهِ | من أكثرِ النّاسِ إحْسانٌ وَإجْمال |
ذِكْرُ الفتى عُمْرُهُ الثّاني وَحاجَتُهُ | مَا قَاتَهُ وَفُضُولُ العَيشِ أشغَال |